الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يتفقّد رعية سيّدة النجاة السريانية الكاثوليكية في مدينة قطنا، ريف دمشق، ويحتفل فيها بالقداس الإلهي

 
 

    في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم الثلاثاء ٢٠ تشرين الثاني ٢٠١٨، قام غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بزيارة تفقّدية إلى رعية سيّدة النجاة السريانية الكاثوليكية في مدينة قطنا، ريف دمشق، حيث احتفل غبطته بالذبيحة الإلهية على مذبح كنيسة الرعية، وهي الرعية الأقدم ضمن رعايا أبرشية دمشق.

    بدايةً استُقبِل غبطتُه استقبالاً شعبياً حاشداً، وأدّت أمامه فرقة أبناء سيّدة النجاة الموسيقية المعزوفات والأناشيد الروحية ترحيباً بقدومه، فيما استقبله أبناء الرعية بالتصفيق والتهليل والزغاريد.

    دخل غبطته إلى كنيسة الرعية العريقة في قدمها والمكرَّسة على اسم سيّدة النجاة، وسط حشود المؤمنين، واحتفل بالقداس الإلهي على مذبحها السرياني التقليدي القديم.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، أعرب غبطة أبينا البطريرك عن فرحه وسروره بالقيام بهذه الزيارة الراعوية الأولى له إلى رعية قطنا المباركة، وتأمّل بموعظة الرب يسوع على الجبل والتي تبدأ ب "طوبى للمساكين بالروح"، هذه التطويبات التي يذكّر بها مار بولس المؤمنين في نص رسالته إلى أهل روما، حيث يوجز كلّ الدعوة المسيحية التي يدعونا إليها الرب بكلّ النِّعَم والبركات والفضائل والعلاقات المسيحية بهذه الجملة: "إفرحوا مع الفرحين وابكوا مع الباكين"، فالذي يشارك الآخرين بفرحهم وبآلامهم، يجعل ذاته حقيقةً قريباً منهم وخادماً لهم، ويشعر بكلّ ما يجول في قلوبهم من فرح ومن حزن.

    ونوّه غبطته إلى أننا "جئنا إلى هذه الرعية المباركةكي نكون معكم، ونرفع معكم هذه الذبيحة الإلهية، ذبيحة الشكر والتمجيد للآب السماوي، متقرّبين من جسد الرب ودمه، كي نتقوّى في حياتنا أينما كنّا، في بيتنا وأماكن عملنا، وفي أوقات فرحنا كما في أوقات الشدّة التي يسمح بها الرب".

    وأكّد غبطته أنّ "هذه الرعية، ولو أني لم أزرها في الماضي، فقد كانت في قلبي، وقد استمعتُ إلى البعض منكم الذين زاروني في البطريركية، وصلّيتُ من أجل هذه الرعية، وعملتُ جاهداً كي تُجمَع القلوب بمحبّة حقيقية هي عنوان التلمذة الحقيقية للرب يسوع"، منوّهاً إلى أنه "ليس أحدٌ منّا كاملاً، ليس أحدٌ منّا يستطيع أن يدّعي أنه يحمل الحقيقة كلّها، وليس أحدٌ منّا له الحق أن يقول إنه هو الحق والآخرون يعيشون في الباطل"، مذكّراً بأهمّية "أن نتحاور ونتساعد ونتضامن لكي نبلغ ملء قامة المسيح، كما يذكّرنا مار بولس في رسالته إلى أهل أفسس".

    وشدّد غبطته على أنه يرافق المؤمنين بصلاته ومحبّته وأدعيته الأبوية، "فالبطريرك هو الأب والراعي والمدبّر"، مشيراً إلى "ما تحمّلَتْه كنيستنا ولا تزال تعانيه من جراء المعاناة المخيفة، إن كان هنا في سوريا أو في العراق، فكنيستنا السريانية كانت الضحية الأولى لجرائم الإرهاب التكفيري، ووجود رئيس أساقفة بغداد معنا كما باقي الأساقفة خير دليل على أننا سنبقى تلك الكنيسة الشاهدة لمحبّة المسيح والشهيدة من أجل حبّها للمسيح".

    وحثّ غبطته المؤمنين على متابعة مسيرتهم معاً بالمحبّة والوحدة، "كي تبقى رعيتكم الرعية المثلى بالرجال والنساء والشمامسة والأخويات والشباب، حتّى نستطيع أن نبقى الشهود الحقيقيين للرب يسوع، وهكذا يرانا الآخرون أننا نعيش المحبّة حقيقةً، فيعرفون أننا تلاميذ المسيح".

    وختم غبطته موعظته مبتهلاً إلى الرب يسوع كي يبارك هذه الرعية وأبناءها وبناتها ويرافقها بعنايته ويحميها، بشفاعة أمّه وأمّنا العذراء مريم سيّدة النجاة شفيعة الرعية.

    رافق غبطتَه في زيارة هذه الرعية وعاونه في القداس أصحابُ السيادة المطارنة: مار غريغوريوس الياس طبي رئيس أساقفة دمشق، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي وأمين سرّ السينودس المقدس، ومار يوحنّا جهاد بطّاح النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، ومار متياس شارل مراد أسقف الدائرة البطريركية، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، والشمّاس كريم كلش، وهو ابن رعية قطنا. كما حضر القداس الأرشمندريت اغناطيوس لطفي كاهن كنيسة مار الياس الغيور للروم الأرثوذكس في قطنا، وكاهنا رعية سيّدة فاتيما بحيّ القصور في دمشق الأب جان الحايك والأب عامر قصّار. وقد هيّأ الإستقبال والزيارة وتنظيم القداس وخدمته الأب عماد غمّيض كاهن الرعية، وفرقة أبناء سيّدة النجاة الموسيقية، وجوقة وأخوية الوردية المقدسة. وحضر أيضاً أعضاء المجلس البلدي والجهات الأمنية في مدينة قطنا.

    وكان الأب عماد غمّيض قد ألقى كلمة رحّب فيها بغبطة أبينا البطريرك، شاكراً إيّاه على زيارته الراعوية ولفتته الأبوية، مؤكّداً طاعة الرعية بأبنائها وبناتها وولائهم ومحبّتهم لغبطته وطلبهم بركته الأبوية، مثمّناً "ما يقوم به غبطته من أعمال جليلة ترتكز على أهمّية الإنسان وكلّ إنسان وكلّ الإنسان، ليصل إلى الكرامة الحقيقية التي دعانا إليها الرب يسوع المسيح".

    وبعد القداس، استقبل غبطة أبينا البطريرك المؤمنين في صالون الرعية، فنالوا بركته الأبوية في جوّ يعبق بالفرح الروحي، فرح لقاء الأبناء بأبيهم الروحي العام.

 

إضغط للطباعة