الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يفتتح اللقاء السنوي الخامس لكهنة أوروبا السريان الكاثوليك، مدينة أيخشتيت – ألمانيا

 
 

    في تمام الساعة التاسعة من صباح يوم الثلاثاء 5 حزيران 2018، افتتح غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، اللقاء السنوي الخامس لكهنة أوروبا السريان الكاثوليك، والذي عُقد هذا العام بضيافة الإكليريكية الشرقية لأبرشية أيخشتيت اللاتينية، في مدينة أيخشتيت – ألمانيا.

    شارك في هذا اللقاء، بدعوة خاصة من غبطته، سيادة المطران مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي وأمين سرّ السينودس المقدس، كما شارك أيضاً الأب رامي قبلان الزائر الرسولي في أوروبا، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، والآباء الخوارنة والكهنة الخادمون في الرعايا والإرساليات السريانية الكاثوليكية في أوروبا:

ألمانيا: الآباء رياض بهنام، إياد ياكو، وكارلو يشوع، والسويد: الخوري إدريس حنّا، والآباء حسام شعبو، عمّار باهينا، وبول قس داود، وفرنسا: الآباء إيلي وردة، نبيل ياكو، ومخلص ششّا، وبريطانيا: الخوري نزار سمعان، وبلجيكا: الأب توما حبّابة، كما حضر بدعوة من غبطته الشمّاس جبرائيل عطالله من هولندا.

واعتذر عن الحضور كلٌّ من الأب أنيس حنّا، والأب فراس دردر، والأب ياسر عطالله، والأب أفرام جزراوي.

    استهلّ غبطته اللقاء بصلاة افتتاحية، وطلب استلهام الروح القدس، سائلاً بركة الرب للإجتماع وللآباء الكهنة، ثمّ تشمشت (خدمة) العذراء بحسب الطقس السرياني.

    وألقى غبطة أبينا البطريرك كلمة إرشادية توجيهية للكهنة تمحورت حول الآية "فَقَد دَعَوتُكم أَحِبَّائي لأَنِّي أَطلَعتُكم على كُلِّ ما سَمِعتُه مِن أَبي. لم تَخْتاروني أَنتُم، بل أَنا اختَرتُكم وأَقمتُكُم لِتَنطَلِقوا فَتُثمِروا وتدوم ثمَارُكم، فيُعطِيَكُمُ الآبُ كُلَّ ما تَسأَلونَهُ بِاسمي. ما أُوصيكُم بِه هو: أَحِبُّوا بَعضُكم بَعضاً" (يوحنا 15: 9- 17). "فيسوع يدعونا، يرسلنا، يوحّدنا. وبدورها كنيستنا السريانية: تدعونا، ترسلنا، وتوحّدنا".

    وتأمّل غبطته بدعوة يسوع لنا، "فهو الذي يختار الكاهن ويعطيه الرسالة كي يتبعه، ونحن ككهنة بالرغم من ضعفنا البشري وإمكانياتنا المحدودة، لبّينا دعوة الرب، وهي دعوة فردية لكلّ واحدٍ منّا. وفي نفس الوقت هي دعوة لحياة الجماعة. كان التلاميذ الأولون ينقلون خبرتهم مع المسيح إلى رفاقهم، نحن لسنا نعتبر ذواتنا أهلاً لهذه الدعوة إذ هي عطية مجانية من الرب"، مشيراً إلى أنّ "الكاهن ليس هو هدف التبشير والكرازة، بل الرب يسوع هو الهدف، ونحن قبلنا السيامة كنعمة من الرب، وهي النعمة التي تدعو وترسل الكاهن إلى الخدمة، وليس المؤهّلات الشخصية".

    وشدّد غبطته على أنّ "الدعوة من الرب تقتضي عدم الرجوع إلى الوراء، رغم الصعوبات والتحدّيات الكثيرة، فننظر إلى الأمام مهما كانت إغراءات العالم وتجاربه، إذ: من أراد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كلّ يوم ويتبعني"، مجدّداً الدعوة للكهنة إلى "التمرّس كلّ يوم على التجاوب مع العطايا والنعم التي أعطانا إيّاها الرب بمجانية، فلا يجب أن نفكر إلا في خلاص النفوس التي أوكِلت إلينا، ولا بدّ أن يبارك الرب هذه الدعوة".

    وأكمل غبطته كلمته متأمّلاً في أنّ "يسوع يوحّدنا"، متطرّقاً إلى "تحدّي الإنعزال بسبب خدمتنا في أماكن بعيدة عن بعضها جغرافياً، فصحيح أنّ البعد الجغرافي له تأثير، ولكنّنا مدعوون اليوم أن نعيش نوعاً من الوحدة بين بعضنا البعض، فنحقّق وصية يسوع أن نكون واحداً، والذي يفعّل هذه الوحدة هو المحبّة: أن تحبّوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم"، مشيراً إلى أنّ "الجماعة المسيحية الأولى كانت موحَّدة، وما يجمع بينها هو المحبّة المتبادلة، بعيش وحدة كنسية رسولية مع بعضنا البعض، بقوّة الروح القدس، ووحدة الرسالة، كما كانت الوحدة تجمع بين الرسل والتلاميذ الأولين".

    ونوّه غبطته إلى "أهمّية المحبّة التي تخدم وتصبر ولا تحسد ولا تتباهى ولا تنتفخ بالكبرياء"، مؤكّداً على أنه "لا يمكننا أن نتمّم دعوة الرب ورسالتنا الكهنوتية إذا كنّا نعيش نوعاً من اللامبالاة تجاه إخوتنا الكهنة، أو عدم الإهتمام، أو النفور من بعضنا، فمع أننا قادمون من بيئات مختلفة، لكن علينا أن نعرف كيف نسبّق أولوية خدمتنا ووحدتنا الكنسية على أيّ شيء آخر".

    وتوجّه غبطته إلى الكهنة بالقول: "أنتم كهنة الكنيسة السريانية الكاثوليكية في أوروبا، واليوم كنيستنا تحتاج إليكم بشكل لم تعرف له مثيلاً من قبل"، مكرّراً ما قاله منذ أيّام خلال مقابلته مع قداسة البابا فرنسيس في الفاتيكان: "إنّ كنيستنا تعيش تحدّيين، التحدّي الأول هو الأوضاع العصيبة في بلادنا في سوريا والعراق، والتحدّي الثاني المخيف هو التهجير القسري وبخاصة بين الشباب الذين هجروا بلادهم الأمّ وأتوا إلى الغرب ليؤسّسوا عائلات، ومن الصعب جداً أن يعودوا إلى بلادهم".

    وختم غبطته كلمته: "نعم في كلّ لحظة من حياتنا نحتاج إلى النعمة الإلهية كي نقبل مشيئة الله في حياتنا، ونحن نطلب قوّة الروح القدس، سائلينه أن يثمر فينا مواهبه. فكنيستنا تحتاج إلى كهنة يلبّون دعوة الرب ويخدمون إخوتهم ويعطونهم الرجاء رغم العذاب والإضطهاد والتشرّد، فيجب علينا أن نبقى أمناء لربّنا وكنيستنا التي تحتاج رسلاً غيورين ومتفانين".

    وبناءً على طلب غبطته وبدعوة منه، ألقى سيادة المطران يوسف عبّا كلمة تحدّث فيها بإسهاب عن أبرز التحدّيات التي تعترض خدمة الكاهن في بلاد الإنتشار، مستعرضاً بشكل خاص خدمته الكهنوتية في تورونتو بكندا لمدّة تزيد عن 14 سنة، مشدّداً على أنه "يجب أن نعمل ما بوسعنا لإثبات وجودنا واقتناء كنيسة تعطينا كياناً مستقلاً لنا، وأنّ الأهمّ ألا نخسر أحداً من أبناء الرعية مهما كان الثمن. فالخدمة في بلاد الإنتشار ليست امتيازاً ولا ترفاً، بل على الكاهن الخادم في الغرب أن يكون رسولاً مضحّياً عاملاً أميناً ساهراً، له أن ينقص ويذوب وينطفئ ويدوس أحياناً على كرامته وحاجاته الشخصية مقابل أن تنمو وتكبر الجماعة".

    ونوّه سيادته إلى أنّ أهمّ ما طبع خدمته الكهنوتية في تورونتو هو "ضرورة بل وجوب إذكاء الحسّ بالإنتماء إلى كنيستي السريانية الكاثوليكية الأنطاكية. فلا مساومة على سريانيتنا وعلى انتمائنا والتصاقنا بكنيستنا وروحانيتنا السريانية، وتفعيل الإنتماء لا يكون بالكلام فقط بل بالإتّحاد الأمين مع رئاستنا الكنسية المتمثّلة بشخص غبطة أبينا البطريركي، وببذل الجهود كي نحافظ على جماعتنا ورعيتنا وعدم ذوبانها بالكنائس الأخرى، فإن لم نربح هذا الجيل سيكون من الإستحالة أن نربح الأجيال الجديدة. من هنا المسؤولية الكبرى أن نحافظ على شعبنا ونزرع روح الإنتماء والإلتصاق بالكنيسة الأمّ"، مشيراً إلى أننا "محظوظون بوجود غبطة أبينا البطريرك الذي لا يكلّ ولا يملّ عن المتابعة الحثيثة في رعاية أبناء كنيستنا في الغرب سواء في أوروبا أو أميركا أو أستراليا. فالتخاذل والخمول واللامبالاة والهروب من المسؤولية التاريخية سيكون وصمة عار وخزي بحق كنيستنا وأبنائها، وسيكون بمثابة رصاصة الرحمة التي ستطيح بنا وبمستقبل حضورنا وكنيستنا.

    وقد ألقى الأب رامي قبلان كلمة رحّب فيها بالجميع، وتحدّث عن مهمّة الكاهن الخادم في أوروبا كرسول وتحدّيات خدمته، مؤكّداً على أهمّية العمل معاً يداً بيد في سبيل مصلحة الكنيسة وخير المؤمنين، وذلك بالإتّكال على نعمة الرب التي تشدّد وتقوّي الضعف، واعداً بالبدء بالزيارات الرسمية له إلى الرعايا والإرساليات السريانية في أوروبا، ضارعاً إلى الله أن يبارك خدمة الآباء الكهنة في أوروبا.

    ثمّ بدأت الجلسات وعرض كلّ واحد من الكهنة الخادمين في أوروبا تقريراً ضمّنه أبرز أعماله ونشاطاته في الرعايا والإرساليات التي يخدمها.

    هذا وستستمرّ جلسات اللقاء حتى يوم الجمعة القادم في الثامن من حزيران.

 

إضغط للطباعة