الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس الإلهي بمناسبة عيد مار أفرام السرياني في رعية مار أفرام في باريس – فرنسا

 
 

    في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد 25 شباط 2018، وهو أحد شفاء المخلّع والثالث من زمن الصوم، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي الحبري على مذبح كنيسة مار أفرام السرياني في باريس – فرنسا، بمناسبة عيد مار أفرام السرياني شفيع الرعية.

    عاون غبطتَه في القداس سيادةُ المطران مار غريغوريوس بطرس ملكي النائب البطريركي في القدس والأراضي المقدسة والأردن، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، وأشرف على تنظيم القداس كاهن الرعية الأب إيلي وردة، بحضور ومشاركة عدد من الآباء الكهنة من كنيستنا السريانية الموجودين في فرنسا: الخوراسقف روفائيل قطيمي، الأب مخلص ششّا، الأب نبيل ياكو، الراهب الدومينيكي الأب أمير القس بطرس، والراهب الدومينيكي الأب اسطفان هندو، وشمامسة الرعية والإرساليات السريانية الأخرى في فرنسا، وجوق الرعية، وبمشاركة جمهور غفير من المؤمنين من أبناء الرعية ومن أبناء الكنيسة السريانية الكاثوليكية في مناطق مختلفة من فرنسا.

    في موعظته بعد الإنجيل المقدس، عبّر غبطة أبينا البطريرك عن "الفرح والسرور بأن يلتقي الأب مع أولاده في مثل هذه المناسبة، وهي احتفالنا بعيد مار أفرام السرياني، هذا الشفيع العظيم لكنيستنا وشفيع رعيتكم في باريس. هذا القديس الذي أُحصي بين آباء الكنيسة ومعلّميها، وترك لنا تراثاً عظيماً من الميامر والمداريش والمواعظ والشروحات للكتب المقدسة، وهو معروفٌ ومشهورٌ كثيراً بين كلّ الكنائس، وقد بقي بتواضعه الجمّ شمّاساً".

    وتحدّث غبطته عن "رحمة الله وحكمته العميقة الذي يريد أن ينال جميع الناس الخلاص، وهو يدعونا لنجدّد ثقتنا بهذه الرحمة الإلهية، وبخاصة في هذه الأوضاع المصيرية التي تمرّ بها أغلبية عائلاتنا التي جاءت مكرهَةً من أرض الآباء والأجداد إلى فرنسا التي استقبلَتْها وهي تعطي جميع أفرادها الحقوق المدنية والإنسانية، وتحافظ على حريتها الدينية التي نفتخر بها، لأننا أولاد شهود وشهداء للإيمان المسيحي".

    وأشار غبطته إلى "أنّ هناك الكثير من العائلات مقسَّمة ومفرَّقة في أطراف العالم الأربعة وقارّات العالم الخمس، ولكن لا ينفع البكاء ولا الشكوى والإنتقادات، فعلينا أن نجدّد إيماننا وثقتنا برّبنا، وأن ننقل هذا الإيمان والثقة لأولادنا وشبابنا، كي يظلّوا فخورين بأهلهم الذين تحمّلوا الكثير حتّى يعيشوا بكرامتهم وحرّيتهم".

    ونوّه غبطته إلى إنجيل هذا الأحد الثالث من زمن الصوم وهو شفاء مخلّع كفرناحوم، "فقد شفاه يسوع أولاً من مرضه الروحي غافراً خطاياه، ثمّ ولكي يبيّن للموجودين أنه حقيقةً المسيح ابن الله، شفاه جسدياً، فقام المخلّع وحمل فراشه وذهب إلى بيته"، مذكّراً المؤمنين أنّ "كنيستنا السريانية تذكر في كلّ أحد من آحاد الصوم إحدى الأعاجيب التي صنعها يسوع، حتّى تُفهِمنا أنّ الصوم هو زمن روحي ومسيرة نحو الآلام التي تنتهي بالقيامة، أعجوبة إيماننا المسيحي وركيزته".

    وشكر غبطتُه "الآباءَ الكهنة الذين يخدمون إرسالياتنا ورعايانا في بلاد الإنتشار، وبخاصة الأب إيلي وردة الذي يتفانى في خدمة هذه الرعية"، رافعاً الصلاة "إلى الرب يسوع كي يرسل لنا الدعوات الكهنوتية الصالحة"، حاثّاً "الشباب من أبناء الرعايا والإرساليات في بلاد الإنتشار على تكريس ذواتهم للرب، جاعلين الله الأول في حياتهم، وموقنين أنّ الدعوة الكهنوتية والرهبانية هي لتقديسنا وتقديس الكنيسة، فلا يجب أن نكون بخلاء على الله، بل أن نكون أسخياء. فعندما يعبّر ابننا أو ابنتنا عن نيّتهم بالتكرّس للرب سواء بالكهنوت أو الرهبنة، علينا أن نشجّعهم ونرافقهم في صلواتنا، لأنّ أعمدة الكنيسة هم هؤلاء الإخوة والأخوات الذين كرّسوا ذواتهم للرب، والذين يذكّروننا بأولوية الله في حياتنا، ويخدموننا حتى نتقرّب من الله ونتكرّس ونتقدّس".

    وكان الأب إيلي وردة قد ألقى كلمة رحّب فيها بغبطته، معرباً عن عميق فرحه وسروره مع أبناء الرعية باستقبال غبطته الذي شرّف الرعية بترؤّسه الإحتفال بعيد شفيعها وشفيع الكنيسة الجامعة مار أفرام السرياني، سائلاً الله أن يمنح غبطته تمام الصحّة والعافية ويوفّقه في أعماله الجليلة برعاية الكنيسة السريانية المقدسة في مختلف أنحاء العالم، شاكراً حضور الجميع ومشاركتهم في هذه المناسبة.  

    وبعد البركة الختامية، نال المؤمنون بركة غبطته، وتبادل الجميع التهاني بهذه المناسبة المباركة والمفرحة.

 

إضغط للطباعة