الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس الإلهي لأبناء الكنيسة السريانية الكاثوليكية في مدينة لِيل - فرنسا

 
 

    في تمام الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم السبت 24 شباط 2018، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي على مذبح كنيسة الثالوث الأقدس في إكليريكية الأبرشية اللاتينية في مدينة Lille – فرنسا، وذلك لأبناء الكنيسة السريانية الكاثوليكية في هذه المدينة، وهم بغالبيتهم من القادمين والمهاجرين من الموصل وسهل نينوى.

    عاون غبطتَه في القداس سيادةُ المطران Laurent ULRICH رئيس أساقفة الأبرشية اللاتينية في مدينة Lille، وسيادةُ المطران مار غريغوريوس بطرس ملكي النائب البطريركي في القدس والأراضي المقدسة والأردن، والأب إيلي وردة كاهن رعية مار أفرام السرياني في باريس، والراهب الدومينيكي الأب أمير القس بطرس، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية.

    في موعظته بعد الإنجيل المقدس، شكر غبطة أبينا البطريرك رئيس أساقفة أبرشية Lille للاتينية وجميع معاونيه من إكليروس وعلمانيين على محبّتهم وتضامنهم مع إخوتهم المهجَّرين والقادمين إليهم من الشرق بعد أن اقتُلِعوا من أرضهم، معرباً عن سعادته وسروره الكبيرين بالإحتفال بالقداس الإلهي لأوّل مرة في هذه المدينة والأبرشية التي فتحت قلبها للقادمين إليها من الشرق، باذلةً كلّ الجهود كي تجعلهم يشعرون أنهم في بلدهم ويعيشون حرّيتهم الدينية وكرامتهم الإنسانية ويحافظون على تراثهم وتراث آبائهم وأجدادهم، إن كانوا قادمين من سهل نينوى أو سواه من مناطق وبلدان الشرق الأوسط.

    ونوّه غبطته إلى ما تعيشه وتعانيه أغلبية عائلاتنا الموزَّعة والمشتَّتة في بلدان كثيرة من محنٍ ومآسٍ ونكباتٍ، مذكّراً بقول مار بولس الرسول "إنّ الله كلّي الرحمة"، وهو الذي يشفق على أولاده ولا يتركهم، ونحن ثقتنا كبيرة بأنّ الله لن يتركنا حتى في خضمّ المآسي والآلام والإضطهادات.

    وأشار غبطته إلى أنّ هذا الأحد بحسب طقس كنيستنا السريانية الأنطاكية هو الأحد الثالث من زمن الصوم، وفيه نذكر أعجوبة شفاء يسوع للمخلّع في كفرناحوم التي وردت في إنجيل مار مرقس، حيث بيّن يسوع أنّ المهمّ أن تكون علاقتنا مع الله علاقة أبناء بأبيهم السماوي، ويجب أن نعيش حقيقةً المحبّة لله وللقريب، مؤكّداً أنّ المطلوب منّا أن نعيش بالمحبّة والتضامن، ونعد الرب أن نشهد لإيماننا بشجاعة وبخاصة بالمحبّة المتبادَلة.

    وختم غبطته موعظته سائلاً الرب يسوع الذي شفى المخلّع أن يهبنا نعمته وقوّته وتعزيته، ضارعاً إليه أن يمنحنا على الدوام الرجاء فوق كلّ رجاء، بشفاعة أمّنا السماوية مريم العذراء وجميع القديسين والقديسات.

    وكان سيادة المطران Laurent ULRICH قد ألقى كلمة في بداية القداس، رحّب خلالها بغبطة أبينا البطريرك في زيارته الأولى لهذه المدينة وهذه الأبرشية، معرباً عن فرحه وسروره باستقباله، كما عن محبّته وجميع أعضاء أبرشيته، إكليروساً وعلمانيين، واحتضانهم الكلّي للقادمين إليهم من الشرق وقد اقتُلِعوا من أرض آبائهم وأجدادهم، ومجدِّداً كامل الإستعداد لخدمتهم بكلّ الإمكانيات المتاحة.

    وقبل نهاية القداس، وجّه الأب إيلي وردة كلمة شكر لغبطة أبينا البطريرك على مباركته أبناء الكنيسة في هذه المدينة، وكذلك لمطران الأبرشية على محبّته ودعمه، متمنّياً للحاضرين مسيرة صوم مبارك وصولاً إلى فرح القيامة.

    وفي ختام القداس، منح غبطته المؤمنين بركته الرسولية عربون محبّته الأبوية. ثمّ التقى بهم في قاعة الكنيسة، مستمعاً إلى أحوالهم وهمومهم وهواجسهم، مؤكّداً لهم السعي الحثيث لتأمين الخدمة الروحية والراعوية لهم لما فيه خيرهم وخلاص نفوسهم، وموجّهاً إيّاهم إلى الحفاظ على إيمانهم وتراثهم وتقاليدهم التي حملوها معهم أمانةً من بلاد المنشأ الشرق، لينقلوها إلى أولادهم بالتربية الصالحة.

 

إضغط للطباعة