الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون يزور كاتدرائية سيّدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد، ويستقبله سيادة المطران أفرام يوسف عبّا، بتكليف من غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث

 
 

    خلال الزيارة الرسمية التي يقوم بها فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون إلى جمهورية العراق، قام فخامته بزيارة تاريخية إلى كاتدرائية سيّدة النجاة، مقرّ مطرانية بغداد السريانية الكاثوليكية، وذلك بعد ظهر يوم الثلاثاء 20 شباط 2018، حيث استقبله سيادةُ المطران مار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي وأمين سرّ السينودس المقدس، وذلك بتكليف من غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، الموجود خارج لبنان في زيارة راعوية لتفقُّد بعض الرعايا والإرساليات السريانية في أوروبا.

    والجدير بالذكر أنّ فخامته يقوم بهذه الزيارة لتفقُّد كاتدرائية سيّدة النجاة التي كانت قد تعرّضت للعمل الإرهابي المشين الذي أدّى إلى استشهاد 47 مؤمناً ومؤمنةً، من بينهم كاهنان شابّان، وذلك خلال الإحتفال بالقداس الإلهي ليلة عيد جميع القديسين في 31 تشرين الأول عام 2010. فأراد فخامته أن يزورها للتبرّك من شهدائها وتجديد الإستنكار لهذا العمل الإجرامي والإرهابي الشنيع الذي يندى له جبين الإنسانية برمّتها.

    لدى وصول الرئيس عون إلى مقرّ المطرانية أمام كاتدرائية سيّدة النجاة، كان في استقباله سيادة المطران مار أفرام يوسف عبّا ممثّلاً غبطةَ أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان. وشارك في الإستقبال سيادة المطران روبرتو أورتيغا السفير البابوي في العراق، ونيافة المطران مار سويريوس حاوا رئيس أساقفة بغداد والبصرة للسريان الأرثوذكس، وصاحب السيادة غطّاس هزيم مطران العراق والخليج للروم الأرثوذكس، والقمّص ميناس الأورشليمي عن طائفة الأقباط الأرثوذكس، والآباء الخوارنة والكهنة من كنيستنا السريانية الكاثوليكية في بغداد ومن الكنائس الشقيقة.

    كما شارك في الإستقبال معالي الوزيرة آن أوسي، وزيرة الإسكان والبلديات في الحكومة العراقية، وهي ابنة كنيستنا السريانية الكاثوليكية، والأستاذ رعد كجه جي رئيس ديوان الوقف المسيحي في العراق.

    وأمام مدخل الكاتدرائية، قدّمت مجموعة من أطفال الرعية تحيّة محبّة وباقات الورود إلى الرئيس عون ترحيباً بقدومه وزيارته. ثمّ توجّه فخامته والوفد المرافق إلى داخل الكاتدرائية، حيث استمع إلى شروحات قدّمها سيادة المطران يوسف عبّا عن هول المجزرة – المذبحة الإرهابية التي وقعت داخل الكاتدرائية، وعن إعادة ترميمها من جديد. ثمّ أنشدت جوقة الكاتدرائية الترانيم الروحية السريانية والعربية، بالتعاون مع جوقة كنيسة القديس متّى للسريان الأرثوذكس، فيما كان الرئيس عون يتوجّه صوب المذبح.

    بعدئذٍ ألقى سيادة المطران يوسف عبّا كلمة رحّب خلالها برئيس الجمهورية والوفد المرافق، باسم غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، وممّا قاله المطران عبّا:

    "جئتم اليوم تزورون هذه الكاتدرائية بما تحتضنه من إيمان أصيل ووطنية حقّة، بما تمثّلون من مقام رفيع يعتزّ به ليس فقط اللبنانيون إنّما جميع مسيحيي الشرق الذين يرون فيكم الحامي والضامن لوجودهم والمعبّر عن تجذّرهم في أرض الآباء والأجداد".

    وأضاف المطران عبّا: "نعم يا صاحب الفخامة، تزورون هذه الكنيسة السريانية الكاثوليكية الشاهدة والشهيدة، الشاهدة لإيمان آبائها الميامين بالرب يسوع المسيح الفادي والمخلّص، والشهيدة في سبيل هذا الإيمان، وهي تبذل الغالي والنفيس دفاعاً عنه وأمانةً له، حتى أنها تسترخص الدم والحياة من أجل هذا الإيمان".

    وتابع سيادته: "يشرّفنا أن نرحّب بكم أيُّما ترحيب، باسم أبينا وراعي رعاة كنيستنا السريانية الكاثوليكية، صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي ورئيس الكنيسة السريانية الكاثوليكية في العالم، الذي بفرح وافتخار كلّفنا أن نستقبلكم باسمه، وغبطتُه كماجميع أبناء كنيستنا السريانية الكاثوليكية في لبنان وفي العراق يكنّون لشخصكم الكريم كلّ تقدير وإكرام ومحبّة، ويُكبِرون بكم التضحيات الجسام التي بذلتم ولا تزالون تبذلون ذوداً عن حياض وطنكم لبنان الغالي، حيث مقرّ كرسينا البطريركي ورئاسة كنيستنا، وحفاظاً على سيادته وحرية أبنائه وبناته".

    وشكر سيادةُ المطران عبّا رئيسَ الجمهورية والشعبَ اللبناني على احتضانهم ورعايتهم للمهجَّرين العراقيين، مؤكّداً "أنّنا نحن المسيحيين مكوِّنٌ أصيلٌ ومؤسِّسٌ في صلب نشأة بلاد الرافدين، عراقِنا الحبيب، والمسيحيون مكوِّنٌ متجذّرٌ في تاريخ هذا الوطن العريق الذي ولئن يئنّ اليوم تحت وطأة النزاعات والحروب، إلا أنه وبتضافُر جهود المسؤولين فيه مع أبنائه المخلصين، سينتفض من رميم المحنة ويعود إلى سابق عهده، وطناً مزدهراً وأبيّاً وشامخاً"، لافتاً إلى "أننا أبناء العراق ونَفديه بمُهَجِنا ونسترخص الروحَ في سبيله، ونحن المسيحيين سنبقى فيه مهما عتى الغزاةُ والطامعون وكلُّ من يريد اقتلاعَنا من أرض آبائنا وأجدادنا الطيّبة هذه".

    وفي ختام كلمته، جدّد المطران عبّا الشكر لفخامة الرئيس على زيارته التاريخية هذه، مع أعضاء الوفد المرافق، "سائلاً الله أن يمدّكم بالأيَد والعون، ويؤازركَم ويسدّدَ خُطاكم في قيادة لبنان الحبيب، الوطن – الرسالة بحسب تعبير البابا القديس يوحنّا بولس الثاني، فتسيروا بسفينته نحو برّ الأمان والإزدهار". وأثنى سيادته "على التعاون القائم بينكم وبين فخامة رئيس جمهوريتنا العراقية فؤاد معصوم ودولة رئيس حكومتنا حيدر العبادي وجميع معاونيهم"، متمنّياً "تعزيز التعاون المشترك بين لبنان والعراق في شتّى المجالات، لما فيه خير البلدين الشقيقين وتقدّمهما، مع الدعاء بالسلام والأمان لبلدان المنطقة بأسرها".

    بعد ذلك انتقل الرئيس عون والمطران عبّا والوفد المرافق إلى متحف الكاتدرائية، حيث قاموا بجولة في أرجائه، أطلع خلالها المطرانُ عبّا فخامتَه على أبرز مخلّفات المذبحة الإرهابية وآثارها. وإذ شجب الرئيس عون العمليات الإرهابية التي تطال المدنيين الأبرياء، قال فخامته بتأثُّر بالغ: "إنّ استهداف المؤمنين وهم يصلّون من أفظع الجرائم التي يمكن أن نشهدها على الإطلاق".

    ثمّ ودَّع المطران عبّا فخامتَه كما استقبله بمجالي الحفاوة والإكرام.

 

إضغط للطباعة