الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية تحتفل بالقداس الحبري الرسمي بمناسبة عيد مار أفرام السرياني

 
 

    في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم السبت 17 شباط 2018، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي الحبري الرسمي بمناسبة عيد القديس مار أفرام السرياني، كنّارة الروح القدس وملفان الكنيسة الجامعة، وذلك في كاتدرائية سيّدة البشارة، المتحف – بيروت.

    عاون غبطتَه في القداس سيادةُ المطران مار يوحنّا جهاد بطّاح النائب العام لأبرشية بيروت البطريركية، والأب شارل مراد كاهن الرعية، والأباتي حنّا ياكو رئيس دير الشرفة ورئيس الرهبانية الأفرامية، والمونسنيور أفرام سمعان كاهن رعية القدس في الأراضي المقدسة، بمشاركة أصحاب السيادة المطارنة ممثّلي أصحاب القداسة والغبطة البطاركة: حنّا علوان، النائب البطريركي العام للموارنة ممثّلاً البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، مار ثيوفيلوس جورج صليبا مطران جبل لبنان وطرابلس للسريان الأرثوذكس ممثّلاً البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني، شاهي بانوسيان مطران بيروت للأرمن الأرثوذكس ممثّلاً الكاثوليكوس آرام الأوّل كيشيشيان، جورج أسادوريان المعاون البطريركي للأرمن الكاثوليك ممثّلاً البطريرك كريكور بيدروس العشرين كبرويان، ميشال قصارجي رئيس الكنيسة الكلدانية في لبنان، بولس مطر رئيس أساقفة أبرشية بيروت المارونية، بالإضافة إلى أصحاب السيادة المطارنة من كنيستنا السريانية الكاثوليكية: مار أثناسيوس متّي متّوكة، مار ربولا أنطوان بيلوني، ومار فلابيانوس يوسف ملكي، والمونسنيور إيفان سانتوس القائم بأعمال السفارة البابوية في لبنان، والآباء الخوارنة والكهنة من دير الشرفة ومن أبرشية بيروت البطريركية، والرهبان الأفراميين والراهبات الأفراميات، والشمامسة الإكليريكيين طلاب إكليريكية دير الشرفة، وعدد من الخوارنة والكهنة والرهبان والراهبات من الكنائس الشقيقة، وجمهور غفير من المؤمنين من أبناء أبرشية بيروت البطريركية.

    وحضر القداس من الرسميين: معالي وزير الدولة لشؤون التخطيط ميشال فرعون ممثّلاً فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ودولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وسعادة النائب نبيل دو فريج ممثّلاً دولة رئيس مجلس النواب نبيه برّي، ومعالي الوزير ملحم رياشي ممثّلاً رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، وسعادة النائب نديم الجميّل، وممثّلو رؤساء الأحزاب، وقادة الأجهزة الأمنية، وأعضاء المجلس الإستشاري الأعلى للطائفة، وفعاليات.

    بعد الإنجيل المقدس، ألقى غبطة أبينا البطريرك موعظة بعنوان "مَن أراد أن يكون فيكم كبيراً فليكن لكم خادماً"، تحدّث فيها عن "مار أفرام السرياني، الذي تعيّد له كنيستنا السريانية في السبت الأول من الصوم الكبير، مذكّرةً إيانا بحياة الزهد والتقشّف التي انتهجها هذا القديس، مع أنه كان معلّماً حلّق في سماء العلم الإلهي، وتبحّر في أسفار الوحي المقدسة".

    وتناول غبطته حياة القديس أفرام، فهو "الشاعر الذي طبع عصره ببصمات مواهبه الرائعة التي برعت بها شاعريته المميّزة بالبساطة والعفوية والخيال، وقد خلّد تراثاً شعرياً ولاهوتياً وكتابياً غزيراً ومميّزاً ببساطته ورمزيته، فنال بحق لقّب "قيثارة الروح القدس" و"شمس السريان"، وعُرف بإنتاجه الشعري الغزير من "المداريش" أي الترانيم الموزونة و"الميامر" أي القصائد التعليمية. كذلك أبدع بالشروحات الكتابية والطقسية، التي أضحت إرثاً حضارياً للعديد من الشعوب ذات الجذور الساميّة"، مشيراً إلى أنّ أفرام هو "الشادي المريمي، المولّه بدور والدة الله في التدبير الخلاصي، وهو الشمّاس، أي الخادم بالسريانية، خادم البيعة والمجتمع، مكرّساً ذاته لخدمة الجماعة الكنسية الناشئة، قارناً بين حياة الزهد المكرَّسة بروحانية المشورات الإنجيلية، ورسالة الخدمة للفقراء والمرضى والمهجَّرين، رجل صلاة وتأمّل وعمل، سائراً على خطى معلّمه الإلهي، فرِحاً مع الفرحين وباكياً مع الباكين. عاش شهادة الإيمان بتبنّي قضايا شعبه، فجمع بين التقوى والتدرّج في سلّم الفضائل وبين العمل الرسولي الملتزم".

    ثمّ تحدّث غبطته عن الأوضاع الراهنة، فاستذكر هجرةَ المسيحيين من الموصل وسهل نينوى على يد الإرهابيين واقتلاعهم من أرض الآباء والأجداد، وكذلك من سوريا جراء الصراعات العبثية، وهم "يعانون الأمرَّين من قلق ويأس، وأفق المستقبل أمامهم مظلم ومخيف. هؤلاء الإخوة والأخوات يتيهون سائحين في أراضٍ غريبة، يأملون بوطنٍ يؤمّن لهم ولأولادهم العيش الحرّ والكريم"، مشيراً إلى أنّ "كلّ ذلك يجري على الملأ، أمام أعين الدول الكبرى التي تدّعي الديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان، متجاهلةً هذه الفظائع، لأنّ أهدافها في منطقتنا هي التسلّط وليس الخدمة، الإحتكار وليس الإغاثة، فرض الهيمنة وليس نشر التنمية! إنها وصمة عار على جبين المستقويين في عالمنا، إذ يعقدون المؤتمرات التي لا تنتهي ويعدون بأحلام لا تتحقّق!".

    وجدّد غبطته الثقة بالله الذي "يوجِد من المحنة خلاصاً، رغم الآلام والمعاناة، فهو الراعي الصالح الذي يسهر على القطيع الأمين له والساعي للحق والعدالة، منطلقاً في جدّة الحياة بإيمانٍ ثابتٍ لا تزعزعه الأنواء ولا تنال منه الشدائد"، منوّهاً إلى أنّ "كنيستنا السريانية أينما وُجدت، لا سيّما في لبنان وسوريا والعراق والأردن والأراضي المقدسة ومصر وتركيا، كما في أوروبا وأميركا وأستراليا، سعت دائماً وتسعى كي تبقى أمينةً لدعوتها: كنيسةً رسولية دُعيت للخدمة، ناشرةً حضارتها ذات الجذور الآرامية الأصيلة لمشرقنا، شاهدةً للخدمة المتواضعة الحقّة للمهجَّرين ولكلّ من يطرق أبوابها من الضعفاء والمهمَّشين. إنها كنيسة شاهدة وشهيدة، كارزة بإنجيل المحبّة والسلام حتى الإستشهاد حبّاً بمعلّمها الإلهي".

    كما أكّد غبطته أنّ "السلطة والمناصب جُعلت للخدمة المتجرّدة والأمينة للعهد الذي قطعه المسؤولون أمام الشعب الذي انتخبهم"، مصلّياً "كي يختار اللبنانيون في السادس من أيّار القادم النواب الذين سيمثّلونهم خير تمثيل في المجلس النيابي، ويكونون مؤتمَنين على خدمتهم. فلبنان أولاً وأخيراً يُبنى بشعبه ويزدهر بأبنائه وبناته المؤمنين به، وطناً نهائياً للحرّية، ونموذجاً للمشاركة التوافقية الحضارية، وهو الوطن - الرسالة للعالم أجمع".

    واعتبر غبطته أنه "يجب علينا في لبنان، كما على غيرنا من مختلف الطوائف، كبيرة كانت أم صغيرة، أن ندافع عنه، وطناً حرّاً، وطناً للجميع، وطناً لجميع الطوائف وليس حكراً على طائفة أو دين. ولكون السريان قد عانوا الأمرّين في مناطق أخرى من هذا الشرق، من أجل حرّيتهم الدينية وكرامتهم الإنسانية، سنظلّ نثمّن النظام القائم في لبنان، بالرغم من نقائصه ومحدوديته، ونعتبره النظام الأكثر عدلاً وحريةً وديمقراطيةً في هذا الشرق".

   وذكّر غبطته بمضمون "الوثيقة التاريخية التي وقّعناها مع قداسة أخينا البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني، وفيها طالبنا باستحداث مقعدَين نيابيين، واحد للسريان الكاثوليك وآخر للسريان الأرثوذكس، مع وجوب تمثيلنا في وظائف الفئة الأولى والأسلاك القضائية والعسكرية والدبلوماسية، سيّما ونحن السريان مكوِّن مؤسِّس في صلب نشأة هذا الوطن الحبيب، وقد قدّم أبناؤنا ولا يزالون يقدّمون التضحيات في سبيل إعلاء شأنه وازدهاره".

    وفي نهاية موعظته، سأل غبطتُه اللهَ أن "يحمي لبنان من كلّ مكروه ويجمع أبناءه وبناته بروح التوافق الحرّ الخلاق، ويبارك البادرات الوطنية التي يسعى إلى تحقيقها فخامةُ رئيس البلاد العماد ميشال عون، مع رئيسَي المجلس النيابي والحكومة، والمعاونين النزيهين من ممثّلي الشعب والمسؤولين كافةً".

    وبعد البركة الختامية، تقبّل غبطة أبينا البطريرك يحيط به الاساقفة والإكليروس تهاني الحاضرين كافّةً بهذا العيد المبارك.

 

إضغط للطباعة