الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بقداس صباح عيد الميلاد المجيد

 
 

 

    في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الإثنين 25 كانون الأول 2017، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد ميلاد الرب يسوع المسيح بالجسد، وذلك في كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت، يعاونه الأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، بحضور جمع كبير من المؤمنين، وخدم القداس الشمامسة والراهبات الأفراميات.

    خلال تلاوة الإنجيل المقدس، أضرم غبطة أبينا البطريرك ناراً في موقدة، وطاف حولها. وبعدئذٍ سار في زيّاح حبري داخل الكنيسة، يتقدّمه الإكليروس، وغبطته يحمل بين يديه تمثال الطفل يسوع، والإكليروس والشعب يَتلُون ترانيم ميلادية، وبخاصة صلاة "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر" باللغة السريانية. ثمّ وضع غبطته الطفل يسوع في مكانه في المغارة.

    وبعد الإنجيل المقدس، ارتجل غبطته موعظة روحية، تحدّث فيها عن ميلاد الرب يسوع المسيح بالجسد، وهو الحدث الذي غيّر مجرى التاريخ.

    وقال غبطته: "لمّا حلّ الوقت في ملء الزمان، كلّم الله البشر بابنه الوحيد، ونحن نحتفل اليوم بميلاده بالجسد بيننا: والكلمة صار بشراً وحلّ بيننا، كما يعبّر يوحنّا الرسول في مطلع إنجيله".

    وتابع غبطته: "في الترانيم السريانية التي ننشدها في طقسنا الكنسي، وقد حافظنا عليها منذ العصور الأولى للمسيحية، إنّ هذا الحدث الإيماني الأعجوبي لا يمكن فهمه وإدراكه، فكيف أنّ كلمة الله الذي هو إله من إله ونور من نور يتأنّس ويصبح واحداً منّا، وكيف أخذ طبعنا البشري من مريم البتول؟ هذا الإله جاء وحلّ بيننا إلهَ سلام، بالوداعة والطهارة والحق".

    وأضاف غبطته: "اليوم في إنجيل الميلاد بحسب القديس لوقا، سمعنا ثلاث مرات كلمة "المذود"، ما هي هذه الكلمة؟ المذود هو الصندوق الذي كانوا يستعملونه لعلف الحيوانات، فإذ لم يجد مريم ويوسف مكاناً في بيت لحم إلا تلك المغارة، لمّا وُلد يسوع، لفّته مريم بالقُمُط، ووضعته في مذود. وها هو الملاك يخبر الرعاة أنهم سيذهبون إلى بيت لحم، وهناك سيجدون طفلاً موضوعاً في مذود، لأنه لم يكن من الطبيعي أن يوضع طفلٌ في مذود. فالأطفال يولدون في بيوتهم، لكنّ يسوع شاء وقَبِل أن يتواضع إلى هذه الدرجة حتى يولد ويوضع في مذود".

    وأكّد غبطته: "إننا لا نقوم فقط بترداد ما سمعناه في الإنجيل، إنّما نتأمّل بمعانيه الكثيرة والعميقة، فالإله الذي لا يحدّه شيء يتنازل ويولد في مذود ليعلّمنا التجرّد والتخلّي عن مصالحنا الدنيوية والزمنية التي لا تعطينا السعادة الحقيقية".

    وأشار غبطته إلى أنه "يجب علينا أن نفكّر أيضاً بوضعنا نحن كعائلات مسيحية، ويجب أن نسلّم الله كلّ أمور حياتنا. صحيح أنّ الشباب يسعون لتأمين مستقبلهم، لكن لا يجب أن ننسى تذكير أولادنا أنّ كلّ ما لدينا هو عطية من ربنا، العقل، المواهب، الفكر، الصحّة، محبّة الاخرين، فكلّ هذه الأمور وسواها هي عطايا من ربّنا، وعلى أولادنا وشبابنا أن يتذكّروا أنه لا يوجد شيء صالح إلا الله. وفي النشيد الذي رنّمناه، المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام، نتابع أنّ بني البشر يتحلّون بالرجاء الصالح، هذا الرجاء فوق كلّ رجاء، هو الرجاء بالله الذي يبارك حياة الإنسان ويمنحه العطايا الصالحة والمِنَح الكاملة".

    وأردف غبطته: "إنّ هذا الطفل الإلهي هو ملك السلام، وقد جاء إلى عالمنا كي يُحِلَّ السلام في هذه الأرض التي تتعذّب وتعاني كلّ هذه الصراعات والنزاعات. واليوم، وبعد أكثر من ألفي سنة من ولادة يسوع، لا تزال الصراعات تتقاذف عالمنا، ويا للأسف".

    ونوّه غبطته إلى أنّ "هناك أفراد ورؤساء يفكّرون فقط بمصلحتهم بشكل أناني، وهذا الشيء هو ما يخلق ويزيد هذه النزاعات والصراعات. ونحن نطالب باستمرار جميعَ المسؤولين أن يتذكّروا أنّ الشعب انتخبهم وأولاهم هذه السلطة كخدمة، حتّى يخدموا هذا البلد الغالي لبنان، ويعرفوا كيف يحلّوا ما يعترض مسيرة الوطن من مشاكل وتحدّيات، وليس كي يحقّقوا مآربهم الشخصية والمادّية والفردية والعائلية والعشائرية والطائفية".

    وختم غبطته موعظته سائلاً "الرب يسوع الذي هو ملك السلام والغنيّ بفقره، وهو الذي يجمعنا كلّنا بمحبّته، أن يباركنا جميعاً ويبارك عائلاتنا، وأن يعيد عيدَ ميلاده المجيد على جميعنا وعلى أحبّائنا ووطننا وشرقنا المعذَّب والعالم، بالخير والبركة والفرح والصحّة، وأن يمنح العالم السلام والأمان، والشعوب الطمأنينة والإستقرار".

    وفي نهاية القداس، رنّم غبطته، يشاركه الإكليروس، الترنيمة الميلادية "هاليل هاليل... زامار زامار"، وترجمتها: "هلّلوا هلّلوا هلّلوا واهتفوا هللويا، كما هلّل له الرعاة في بيت لحم"، "رنّموا رنّموا رنّموا واهتفوا هللويا، كما رنّم له الرعاة في بيت لحم".

    وبعد البركة الختامية، استقبل غبطة أبينا البطريرك المؤمنين والمهنّئين بالعيد في صالون الكرسي البطريركي.

 

إضغط للطباعة