الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس الإلهي في كنيسة مريم العذراء في مدينة أوكسبورغ - ألمانيا

 
 

    في تمام الساعة العاشرة من صباح يوم الأحد ٣ كانون الأول ٢.١٧، المصادف أحد زيارة العذراء مريم إلى نسيبتها أليصابات، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطربرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي على مذبح كنيسة مريم العذراء للسريان الأرثوذكس في مدينة أوكسبورغ - ألمانيا، بمشاركة المؤمنين من أبناء إرسالية العائلة المقدسة السريانية الكاثوليكية في أوكسبورغ، وكذلك أبناء الرعية السريانية الأرثوذكسية في أوكسبورغ.

    لدى وصول غبطته إلى أمام الكنيسة، قصّ الشريط مفتتحاً هذه المناسبة الروحية المباركة. ثمّ استُقبِل بنشيد استقبال رؤساء الأحبار "تو بشلوم روعيو شاريرو" (هلمّ بسلام أيّها الراعي الصالح)، فدخل الكنيسة وسط التصفيق الحارّ والتهاليل والزغاريد.

    ثمّ احتفل غبطته بالقداس الإلهي، يعاونه الأب الطبيب إياد ياكو كاهن إرسالية العائلة المقدسة السريانية الكاثوليكية في أوكسبورغ، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، بحضور ومشاركة المونسنيورAlessandro PEREGO  المسؤول عن الإرساليات الكاثوليكية غير الألمانية في أبرشية أوكسبورغ، ممثّلاً سيادة مطران أبرشية أوكسبورغ اللاتينية Konrad ZDARSA، وكاهني الرعية السريانية الأرثوذكسية في أوكسبورغ الأب آحو بولوط، والأب كبريال تازال، وجموع غفيرة من المؤمنين من الكنيستين الشقيقتين السريانيتين الكاثوليكية والأرثوذكسية، إذ اشتركت الكنيستان الشقيقتان بقداس واحد معاً بهذه المناسبة المباركة.

    بعد الإنجيل المقدّس، ارتجل غبطة أبينا البطريرك موعظة روحية بالسريانية والعربية والألمانية، عبّر في مستهلّها عن فرحه الكبير بالقيام بهذه الزيارة الراعوية الأبوية الأولى لتفقّد هذه الرعية السريانية الأصيلة المباركة، وكذلك إرسالية العائلة المقدسة الحديثة التأسيس، معرباً عن عميق تقديره وامتنانه لضيافة واستقبال رعية مريم العذراء، شاكراً نيافة راعي الأبرشية المطران مار فيلكسينوس متياس نايش النائب البطريركي للسريان الأرثوذكس في ألمانيا، وكهنة الرعية وشمامستها ومجلسها الملّي، مؤكّداً "أننا كنيسة سريانية واحدة وشعب واحد، تجمعنا اللغة السريانية المقدسة والتراث والعادات والتقاليد الأصيلة الواحدة"، موجّهاً تحية خالصة بعاطفة المحبّة الأخوية إلى قداسة أخيه وشريكه في خدمة الكنيسة والشعب السرياني مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، متمنّياً له كلّ النجاح في خدمته ورعايته المباركة. كما شكر غبطته أبرشيةَ أوكسبورغ اللاتينية لكلّ ما تقدّمه من دعم ورعاية لكاهن وأعضاء إرسالية العائلة المقدسة الحديثة في المدينة.

    وتحدّث غبطته عن زيارة العذراء مريم إلى نسيبتها أليصابات، مشيراً إلى أنّ مريم ذهبت لخدمة نسيبتها أليصابات الحبلى وهي طاعنة من أيّامها، وحملت مريم معها يسوع المخلّص في أحشائها. فكانت بذلك أوّل معلنة ورسولة لبشرى الإنجيل، وجاهرت بنشيدها العظيم "تعظّم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلّصي"، وفيه تعلن اعترافها بألوهة الرب يسوع، مقرّةً بما صنعه معها من عظائم.

    وتابع غبطته موعظته منوّهاً إلى أننا نحتاج أن نسبّح الرب ونعطّمه رغم كلّ مآسينا ومصاعبنا، مشدّداً على أننا نحن السريان كنيسة شاهدة وشهيدة: شاهدة أنّ الرب يسوع هو المخلّص، وشاهدة للمحبّة تجاه الآخر مهما كان دينه وطائفته وانتماؤه، وشهيدة إذ عانت الإضطهاد قبل مئة عام في مذابح الإبادة "سيفو"، التي حلّت بها في تركيا، ولا تزال تعاني وتقاسي الإضطهاد في سوريا والعراق في هذه الأيّام، حيث أنّ عدداً لا بأس به من أبنائها أُرغِموا قسراً على المجيء إلى هذا البلد ألمانيا وسواه في أوروبا وأميركا وأستراليا، مع أنهم كانوا يعيشون باجتهاد ونجاح وإخلاص في أوطانهم الأمّ في الشرق.

    وأكّد غبطته أنّ السريان أتوا إلى هذا البلد المضياف ألمانيا الذي استقبلهم وفتح قلبه لهم، وهو يوفّر لهم العيش الكريم والحرّية والكرامة الإنسانية، مخفّفاً من آلامهم ومعاناتهم نتيجة النزوح القسري والإقتلاع من أرض الآباء والأجداد.

    وختم غبطته موعظته شاكراً الرب يسوع الذي حمانا وساعدنا، سائلاً إيّاه، بشفاعة والدته مريم العذراء، أن يجعلنا أمناء لإيماننا المسيحي ومتعلّقين بكنيستنا السريانية رغم كلّ الصعوبات والمِحَن، وأن يبارك رعية مريم العذراء وكذلك إرسالية العائلة المقدسة الحديثة في هذه المدينة، كي يكون المؤمنون مثالاً وقدوة في الإيمان والرجاء والمحبّة.

    وقد ألقى الشمّاس يلماز بولوط كلمة باسم الرعية، رحّب فيها بغبطته في زيارته التاريخية الأولى لهذه الكنيسة، معرباً عن فرح الرعية بكاهنَيها ومؤمنيها بزيارة غبطته، وناقلاً تحيّة ومحبّة وتقدير مطران الأبرشية مار فيلكسينوس متياس نايش لغبطته.

    كما ألقى الأب إياد ياكو كلمة شكر فيها غبطته لتكرّمه بالقيام بهذه الزيارة الأبوية التفقّدية لأبناء هذه إرسالية العائلة المقدسة الحديثة المنشأ، ورعية مريم العذراء، طالباً بركته الأبوية، ومثمّناً أعماله الجبّارة ورعايته الصالحة لأبناء الكنيسة في كلّ مكان.

    وكذلك ألقى المونسنيورAlessandro كلمة باسم الأبرشية اللاتينية في أوكسبورغ، رحّب فيها بغبطته، مقدّراً زيارته الأبوية لتفقّد أبنائه من القادمين الجدد إلى هذه المدينة، ومؤكّداً أنّ الأبرشية تضع كلّ إمكانياتها في خدمتهم روحياً وراعوياً.

    وقبل ختام القداس، ألقى السيّد دانيال أقكوج نائب رئيس المجلس الملّي لرعية مريم العذراء كلمة شكر فيها عبطته لمباركته الرعية والمدينة بهذه الزيارة الأبوية المفرحة، منوّهاً إلى أنّ الرعية السريانية الأرثوذكسية والإرسالية السريانية الكاثوليكية في أوكسبورغ هما رعية واحدة وكنيسة واحدة ولا تمييز بينهما أبداً.

    ثمّ منح غبطته البركة الرسولية للمؤمنين زوّادةً روحيةً لهم ولعائلاتهم.

 

 

إضغط للطباعة