الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يعقد لقاء إرشاد وتوجيه لطلاب إكليريكية دير سيّدة النجاة - الشرفة البطريركية

 
 

    في تمام الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر يوم الأربعاء 25 تشرين الأول 2017، عقد غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، لقاء إرشاد وتوجيه لطلاب إكليريكية دير سيّدة النجاة – الشرفة البطريركية، وذلك في قاعة الإكليريكية، درعون – حريصا، بحضور ومشاركة مدير الإكليريكية الأب مازن متوكا، ومعاونه الأب كارلو يشوع، والمرشد الروحي الأب جول بطرس، والأب حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، والطلاب الإكليريكيين.

    خلال اللقاء، وجّه غبطته إلى الطلاب الإكليريكيين كلمة روحية إرشادية توجيهية بعنوان "دعوتكم أحبّائي"، تحدّث غبطته فيها عن دعوة الرب يسوع للإكليريكيين وكيفية تلبية دعوته على مثال التلاميذ الذين لبّوا دعوة الرب لينطلقوا لنشر البشارة في أنحاء العالم رغم ما يحدق بهم من تحدّيات وأخطار وشرور، ورغم المحدودية وظروف العائلة والمجتمع والبلد، مشبّهاً الدعوة الكهنوتية بالزرع الجيّد والكنز الذي ينمو في الخفاء، ومع أنّ الزرع يتطلّب وقتاً ويجابه الكثير من المعوقات، فهو لا بدّ أن ينمو ويبلغ زمن الحصاد، وهذا يتمّ بنعمة الزارع، أي الآب السماوي.

    وركّز غبطته على البُعد الأخوي للدعوة الكهنوتية، فدعوة الرب للتلاميذ تبدو لأول وهلة وكأنها دعوة فردية، والحال هي جماعية: التلاميذ يلتقون ويتبادلون الحديث ويشجّع أحدهم الآخر. لا يريد يسوع من الإكليريكي أن يكون خارقاً، أي أن يغلب الآخرين في العلم والتقنية ومظاهر الفضيلة (سوبرمان!)، بل يريده أن يتّكل عليه في كلّ شيء، بالتواضع، بالإستسلام لمشيئته، بالإصغاء الدائم له. فاللقاء مع يسوع واكتشافه شخصياً خطوة ضرورية للإكليريكي لكي ينقل يسوع إلى الآخرين، ويقول لهم ما سمعه من يسوع وما يطلبه يسوع منه.

    وشدّد غبطه على أنّ الكهنوت ليس حقّاً شخصياً ولا امتيازاً على الغير أو وظيفة للرزق ولتحقيق الطموح البشري، فيسوع هو مَن يختار ويدعو مَن أراد "أنا اخترتكم"، وهو: "دعا الذين أرادهم فذهبوا إليه"، دعا الإثني عشر بأسمائهم وأسّس كنيسته عليهم. والكهنوت دعوة من المعلّم الإلهي لكي يتبعه المدعو بكلّيته، الكهنوت لا يقبل بأنصاف الحلول، ولا النظر إلى الوراء، إذ قال يسوع: "ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله" (لوقا9: 62)، و "إنْ أرادأحدٌ أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه كلَّ يوم ويتبعني (لو 9: 23). فالكاهن مدعو أن يمرّن نفسه على مجانية العطاء وعلى النظر أبعد من الذات، فيغلّب خلاص النفوس التي هو مؤتمَنٌ عليها على أيّ اعتبار آخر.

    وأشار غبطته إلى أنّ الكنيسة تدعو الإكليريكي باسم يسوع الحاضر دوماً في كنيسته، والذي وعدها أن يبقى معها ويحميها، فيرسل الأسقف إلى الإكليريكية مَن استشفّ فيه بوادر الدعوة الكهنوتية، ويتابع دعوة الإكليريكي ويوجّهه في مسيرته نحو الكهنوت. كما يشرف المسؤول على الإكليريكية على تنشئة المدعوين، يرشدهم ويدير أمورهم بالمحبّة والحكمة، بالصبر والثقة. وهكذا ينشأ الإكليريكي متّكلاً على النعمة التي تكمّله وواثقاً بنفسه، لكي يُضحِي على مثال معلّمه الإلهي الراعي الصالح، ناقلاً "الكلمة" بشرى الخلاص للنفوس الموكَلة إلى خدمته، ومقدِّساً إيّاها بالأسرار، وشاهداً على محبّة الرب، في عالمنا المتعطّش للمحبّة والسلام.

    ونوّه غبطته إلى أنّ كنيستنا السريانية تحتاج إلى كهنة يلبّون الدعوة إلى الخدمة أينما دعتهم الحاجة، إن في أبرشياتهم هنا في الشرق وإن في كنيسة الإنتشار ما وراء البحار، كهنة بعيدين عن تحقيق مآرب بشرية، فردية كانت أم عائلية، كهنة لا ولن يلتفتوا إلى الوراء، مهما لاقوا من صعوبات وإغراءات، ولا ينشغلوا بحسابات زمنية لهم شخصياً أو لذويهم الأقربين.

    وختم غبطته كلمته بالتأكيد على أنّ الكنيسة تريد من كهنة اليوم أن يكونوا مرسَلين بارعين في التضحية، لأنّهم عارفون من اتّبعوا، وواثقون بمن اتّكلوا عليه، ومستمدّون كلّ قوّة ونعمة من معلّمهم الذي يقول لهم: أنا "أدعوكم أحبّائي".

    ثمّ استمع غبطته إلى مداخلات من بعض الإكليريكيين وأجاب على أسئلتهم، مقدّماً شهادته وخبرته الخاصة في الخدمة الكهنوتية في كنيسة الإنتشار أثناء خدمته بخاصة من الولايات المتّحدة الأميركية وكندا ككاهن وأسقف على مدى 24 عاماً.

    وفي الختام، منح غبطته البركة للإكليريكية، كهنةً وطلاباً، سائلاً الله أن يوفّقهم في عيش حياتهم بحسب دعوته ومشيئته القدوسة. 

 

إضغط للطباعة