في تمام الساعة السادسة من مساء يوم السبت 15 تمّوز 2017، ترأس غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، القداس الإلهي الحبري الذي احتفل به سيادة المطران مار فولوس أنطوان ناصيف الأكسرخوس الرسولي في كندا، بمناسبة يوبيله الكهنوتي الفضّي، وذلك في كاتدرائية مار أفرام السرياني في لافال – مونتريال – كندا.

    عاون سيادتَه في القداس صاحبا السيادة مار برنابا يوسف حبش مطران أبرشية سيّدة النجاة في الولايات المتّحدة الأميركية، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد والنائب البطريركي على البصرة والخليج العربي وأمين سرّ السينودس المقدس.

    شارك في القداس نيافة الكردينال جيرالد سيبريان لاكروا رئيس أساقفة كيبيك والمتقدّم بين أساقفة كندا الكاثوليك، وأصحاب السيادة: بولس مروان تابت مطران الأبرشية المارونية في كندا، ونويل سيمار مطران أبرشية Valleyfield اللاتينية، وأبجر هوفاكيميان رئيس أساقفة الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية في كندا، والمونسنيور فيرمين رودريغيز ممثّلاً السفير البابوي في كندا، والآباء كهنة الرعايا السريانية في كندا، وعدد من الآباء الكهنة والشمامسة، وجماهير غفيرة جداً من المؤمنين من مختلف الرعايا السريانية الكاثوليكية في كندا غصّت بهم الكاتدرائية على رحبها، يتقدّمهم سعادة القائم بأعمال السفارة اللبنانية في كندا الأستاذ سامي حدّاد، ونواب وفعاليات.

    بعد الإنجيل المقدس، ألقى سيادة المطران أنطوان ناصيف كلمة شكر فيها الحاضرين وعلى رأسهم غبطة أبينا البطريرك ونيافة الكردينال، متناولاً مسيرته الكهنوتية لخمس وعشرين سنة خلت، شاكراً الرب يسوع على مواهبه وعطاياه التي أغدقها عليه بوفرة، وبخاصة اختياره له ليكون مطراناً لكنيستنا السريانية في كندا، مجدّداً عهده أمام غبطته أن يبقى أميناً على الوديعة وأن يرعى الأبرشية بالمحبّة والتفاني.

    ثمّ ارتجل غبطة أبينا البطريرك موعظة روحية هنّأ فيها سيادةَ المطران أنطوان ناصيف بمناسبة يوبيله الكهنوتي الفضّي، متمنّياً له خدمة مباركة لأبرشيته التي يرعاها بالحكمة والمحبّة والغيرة الرسولية.

    وتحدّث غبطته عن الخدمة في الكنيسة، مشدّداً على وجوب أن تتمّ تأديتها بروح الوداعة والتواضع والأمانة لتعاليم الرب يسوع وتقاليد الكنيسة، فتكون خدمة مرضيّة من الله.

    وتوجّه غبطته إلى المؤمنين المحتشدين في الكاتدرائية، منوّهاً بما يتمتّعون به في كندا من كرامة إنسانية وحرّية وحقوق، وما يتحلّون به من تعلّق بإيمانهم وكنيستهم، ومذكّراً إيّاهم بضرورة الضامن مع إخوتهم من أبناء شعبنا المسيحي في الشرق الذين يعانون آلام الإضطهادات والحروب وأعمال العنف والإقتلاع من أرض الآباء والأجداد، مثنياً على ما تقدّمه الأبرشية راعياً وكهنة وعلمانيين في سبيل خدمة هؤلاء القادمين حديثاً من أبنائنا في الشرق.

    وفي ختام موعظته، صلّى غبطته من أجل أبرشية كندا، معرباً عن افتخاره بالمحبّة وروح التضامن التي تجمع أبناءها، ومهنّئاً إيّاهم جميعاً بافتتاح وتدشين المقرّ الجديد للمطرانية، سائلاً الله أن يكون سبب بركة لساكنيه وقاصديه لما فيه خير الكنيسة السريانية والأبرشية.

    وألقى نيافة الكردينال جيرالد لاكروا كلمة عبّر فيها عن فرحه واعتزازه بالمشاركة في هذه المناسبة السعيدة ولقاء غبطته، مهنّئاً المطران أنطوان ناصيف بمناسبة يوبيله الكهنوتي الفضّي وافتتاح المقرّ الجديد للمطرانية، معرباً عن تضامنه الكامل مع مسيحيي الشرق المعذَّبين.

    وبعد البركة الختامية، خرج غبطته في موكب حبري، يحيط به نيافة الكردينال والأساقفة ورهط الإكليروس. فبارك المؤمنين الذين نالوا بركته الأبوية وهنّأوا المطران أنطوان ناصيف بيوبيله.