الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يشارك في مؤتمر "مسيحيو الشرق: أيُّ مستقبل" بدعوة من منظَّمة "سانت إيجيديو" في باري ـ إيطاليا

 
 

    يومي الأربعاء والخميس 29 و30 نيسان 2015، شارك غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلي الطوبى، في مؤتمر دعت إليه منظّمة "سانت إيجيديو"، بعنوان "مسيحيو الشرق: أيُّ مستقبل"، في مدينة باري ـ إيطاليا، يرافقه المونسنيور جورج مصري المعتمَد البطريركي لدى الكرسي الرسولي.

    شارك في المؤتمر نيافة الكردينال ليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقية، وأصحاب القداسة والغبطة البطاركة: مار اغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، وغريغوريوس الثالث لحّام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، وابراهيم اسحق بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، وممثّلون عن البطاركة الآخرين. كما شارك رئيس أساقفة قبرص كريسوستوموس، ورئيس أساقفة باري، وأساقفة من روسيا واليونان وتركيا وبلدان أوروبية وأفريقية، إلى جانب عدد من الشخصيات المدنية ومفكّرين وفعاليات من بلدان مختلفة.

    وفي محاضرته في جلسة يوم الخميس 30 نيسان، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن تحدّيات الحضور المسيحي في سوريا والعراق، منوّهاً إلى الموضوع العام لهذا المؤتمر والمرتكز حول واقع الحضور المسيحي في الشرق وآفاق المستقبل، مميّزاً الحضور المسيحي في سوريا والعراق عن الحضور المسيحي في لبنان والأراضي المقدسة ومصر.

    وأشار غبطته سريعاً إلى النكبة التي حلّت بمسيحيي العراق، سيّما الموصل وسهل نينوى، والمأساة التي يعيشها مسيحيو سوريا منذ أكثر من أربع سنوات. وركّز على التحدّي الذي يجابهه الحضور المسيحي بتوسُّع الإسلام السياسي بمختلف مظاهره على المنطقة كلّها، حتى بات يشكّل أكبر خطر على وجود المسيحيين كما سائر المكوّنات الصغرى في الشرق الأوسط، لأنّه بات معروفاً أنّ الإسلام السياسي بفرضه النظرة الإسلامية لحياة الإنسان، فردية أو عامّة، له هدف أن يميّز بين مؤمن وغير مؤمن، بين مسلم وأهل ذمّة، فيفرّق ما بين المواطنين في البلد الواحد.

    وخلص غبطته إلى القول بأنّ وجود المسيحيين في بلاد الشرق الأدنى كالعراق وسوريا في خطر حقيقي يدلّ عليه ما تبقّى من جماعات مسيحية، مثلاً في الدولة العثمانية، وأنّ على المراجع الدينية الإسلامية والحكومات في الشرق الأوسط، أن تطبّق على الأرض ما شرعت تردّده، بأنّ الشرق الأوسط بحاجة إلى المسيحيين كي يحافظ على هويته وميّزاته.

    ونوّه غبطته إلى أنّ مئوية الإبادة الأرمنية والسريانية والكلدانية تخيف جميع المسيحيين اليوم لما جابههم ويجابههم في السنوات الأخيرة من أخطار وتعدّيات تهدّد وجودهم ومصيرهم.

    وقدّم غبطته جملة مقترحات إلى المؤتمر، ومنها أن يفكّر الغرب وبشكل خاص الإتّحاد الأوروبي كي يعيد التواصل الإنساني والسياسي والإقتصادي مع بلدان الشرق الأوسط، فلا تُترك هذه البلدان رهناً لسياسات انتهازية للقوى العظمى.

    وطالب غبطته منظّمة "سانت إيجيديو" أن تسعى لتحقيق لقاءات لبطاركة الشرق مع المراجع الدولية الفاعلة والتي لها زمام القرار الدولي، فيلتقي البطاركة مع الأمين العام للأمم المتّحدة ورؤساء الولايات المتّحدة الأميركية وروسيا والإتّحاد الأوروبي، لكي يعرض هؤلاء البطاركة الوضع الخطير والمصيري للمكوّنات المسيحية العريقة في القدم والمهدَّدة بالإقتلاع من أرض الآباء والأجداد.

    وفي الجلسة الختامية، نوّه المتحدّثون باسم منظّمة "سانت إيجيديو" إلى اقتراحات غبطته والعمل على وضعها موضع التنفيذ.

    وكان غبطة أبينا البطريرك قد شارك مع جميع المؤتمرين في الصلاة الخاصة التي أقيمت من أجل السلام، في بازيليك القديس نيقولاوس في مدينة باري، مساء يوم الأربعاء 29 نيسان، حيث صلّى الجميع من أجل إحلال السلام والأمان في جميع المناطق التي تعاني النزاعات والحروب في العالم، وبخاصة في بلاد الشرق الأوسط.

 

إضغط للطباعة