الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يبارك أبناء رعيّة زيدل ـ حمص

 
 

    وسط أجواءٍ مفعمة بالرجاء والأمل والثبات، وعلى وقع عزف الفرقة النحاسية في كشّاف سيّدة النجاة للسريان الكاثوليك بزيدل وحملة الأعلام الكنسية والصور العملاقة لغبطته، ونثر الورود والأرزّ، وإنشاد التراتيل الكنسية، استقبل أبناء بلدة زيدل في محافظة حمص غبطةَ أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلي الطوبى والوفد المرافق، في تمام الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر يوم السبت 14 آذار 2015، وذلك عند ساحة الشهداء في زيدل. كما كان في استقبال غبطته المطران مار سلوانس بطرس النعمة مطران حمص وحماه للسريان الأرثوذكس، والمطران جاورجيوس أبو زخم متروبوليت حمص وحماه وتوابعها للروم الأرثوذكس، والراهبات الأفراميات ـ بيت الفرح في زيدل، والآباء اليسوعيون، وكهنة المنطقة، وفاعليات رسمية وحشود غفيرة جداً من المؤمنين من أبناء البلدة.

    بعد ذلك، وعلى وقع نشيد الشهيد، وضع غبطته إكليلاً من الورد على نصب شهداء سوريا عامّةً وزيدل خاصةً، ورفع والمؤمنين الصلاة الربّانية على نيّة إحلال السلام في ربوع سوريا. كما توجّه غبطته بكلمة روحية إلى المؤمنين دعاهم فيها إلى الثبات على إيمانهم والتمسُّك بديارهم المقدسة، مانحاً إيّاهم بركته الأبوية.

    ومن ساحة شهداء زيدل، وفي مسيرة شعبية سيراً على الأقدام، توجّه غبطة أبينا البطريرك إلى كنيسة سيّدة النجاة للسريان الكاثوليك التي تزيّنت بالأعلام الفاتيكانية واللافتات المرحّبة بغبطته، وسط أجواء مفعمة بالخشوع والإيمان. فدخل غبطته على وقع إنشاد التراتيل والشموع المضاءة ورفع والمؤمنين صلاة الشكر.

    ثمّ ألقى المدبّر البطريركي الخوراسقف فيليب بركات كلمة ترحيبية بقدوم غبطته، مؤكّداً أنّ زيدل خاصةً وحمص عامةً تعيش عرساً قيامياً وابتهاجاً روحياً بالتزامن مع قدوم غبطته إليها.

    وردّ غبطة أبينا البطريرك بكلمة أبوية شاكراً ومؤكّداً أنّ شعب سوريا هو شعبٌ محبٌّ وطيبٌّ ومتمسّكٌ بإيمانه وتقاليده الكنسية، مانحا الجميع بركته الأبوية.

    بعد ذلك، التقى غبطته في صالون الكنيسة مع أهالي زيدل، مستمعاً إلى شجونهم وهمومهم، حيث أردف غبطته قائلاً: "إنّ قوى الشرّ أرادت أن تجعل من هذا البلد يستذكر الأطلال فقط، لكنّها فشلت بفضل إيمان هذا الشعب الطيّب وصموده وثباته، بالإخلاص لوطنه ولكنيسته. لذلك نحن نطلب من الله تعالى أن يسير هذا الشعب في نهضة سوريا الحبيبة، وأن يبلسم الجراح، وأن يتقبّل الشهداء في ملكوته السماوي، وأن يجعلنا نتذكّر ما حصل كيما ننظر إلى الأمام لنجعل من سوريا الغالية على قلوبنا منارة محبّة لكلّ بلدان المشرق.

    وتابع غبطته: "نطلب من الله أن يعزّي الجميع ويثبّتهم، وأن يجعلنا واثقين لأنّه لا بدّ للنفق أن ينفتح، فينتهي درب صليبنا إلى نور القيامة المجيدة".

    وعمّا ألمّ بأبناء الكنيسة في الموصل وبلدات سهل نينوى، أكّد غبطته أنّ "ما حدث في نينوى هو بمثابة فاجعة كبيرة،فقد اقتُلع المسيحيون مع سائر المكوّنات الصغرى من تلك المنطقة ومن بيوتهم وقراهم"، مشيراً إلى أنّ "أديرة وكناس الموصل وبلدات نينوى لم تُرفَع فيها الصلوات منذ أكثر من 10 أشهر، وكلّ ذلك يعود إلى الهمجيين الذين لا يعترفون بالآخر ولا بحقوقه".

    وعن مواجهة التحدّيات ووضع حدٍّ للهجرة، أوضح غبطته: "نحن لسنا غرباء عن هذه الديار، فنحن أساس هذا الشرق. ونحن كبطاركة نشعر مع الآباء والأمّهات بالصعوبات التي تواجههم، سواء في بلاد الشام أو في بلاد الرافدين. ويبقى جهدنا أن نقنعهم بالبقاء والصمود والثبات، لأنّنا لسنا دولاً أو مرجعياتٍ اقتصاديةً لكي نواجه هذه المحن، لذلك نأمل أن تكون هذه الرياح العاتية عابرة".

    وعن سؤال أهالي زيدل حول مسألة توحيد عيد الفصح، أجاب غبطته:

    "إنّ مسألة توحيد عيد الفصح لا تتعلّق بالكنيسة فقط، إنّما بالظروف الراهنة والصعوبات التي تحول دون توحيد العيد. ففي العام المقبل سوف ينعقد المجمع المقدس الأرثوذكسي الكبير في القسطنطينية، وسيتمّ التداول بموضوع توحيد عيد الفصح".

    بعد ذلك، توجّه المدبّر البطريركي الخوراسقف فيليب بركات بالشكر إلى غبطة أبينا البطريرك على زيارته التي تشبه عرس التجلّي. كما شكره على المساعدة المادّية التي قدّمها غبطته لأبناء الأبرشية ولأبناء رعية زيدل، لتكون سنداً لهم في هذه الظروف الصعبة. وختم بالقول: "زيدل بكلّ رعاياها تحتفي بقدومكم إليها يا صاحب الغبطة، أباً ومدبّراً وراعياً".

    وفي الختام، تقدّم المؤمنون من غبطته ونالوا بركته الأبوية والتقطوا معه الصور التذكارية.

 

 

إضغط للطباعة