الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان يرسم الشمّاس حبيب كبريال مراد كاهناً بحضور ومشاركة قداسة البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني

 
 

إنها لفرحة روحية عارمة جمعت الكنيسة السريانية الأنطاكية بجناحيها الكاثوليكي والأرثوذكسي، للإحتفال برسامة الشمّاس حبيب كبريال مراد، أمين سرّ بطريركية السريان الكاثوليك الأنطاكية، كاهناً. لقد كانت علامة شركة مميّزة وأخوّة فريدة بين الكنيستين الشقيقتين، بل الكنيسة السريانية الأنطاكية الواحدة العريقة في المجد.

ففي تمام الساعة الخامسة من مساء يوم السبت 15 تشرين الثاني 2014، وهو عيد القدّيس مار حبيب الشهيد شمّاس الرها، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي الكلّي الطوبى، بالقداس الإلهي على مذبح كاتدرائية سيّدة البشارة للسريان الكاثوليك ـ المتحف ـ بيروت ـ لبنان، بحضور ومشاركة قداسة البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس الكلّي الطوبى.

عاون غبطةَ البطريرك يوسف الثالث يونان في القداس صاحبا السيادة الحبران الجليلان: مار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي والزائر الرسولي في أوروبا، ومار أفرام يوسف عبّا رئيس أساقفة بغداد. وحضر هذه المناسبة المباركة أصحاب السيادة والنيافة المطارنة الأحبار الأجلاء:

من الكنيسة السريانية الكاثوليكية: مار أثناسيوس متّي متّوكا رئيس أساقفة بغداد سابقاً، مار ربولا أنطوان بيلوني المعاون البطريركي سابقاً، مار فلابيانوس يوسف ملكي المعاون البطريركي سابقاً، ومار يوحنّا جهاد بطّاح النائب العام على أبرشية بيروت البطريركية.

من الكنيسة السريانية الأرثوذكسية: مار ثيوفيلوس جورج صليبا مطران جبل لبنان وطرابلس وأمين عام المجمع المقدّس، مار يوستينوس بولس سفر النائب البطريركي في زحلة والبقاع، مار ديونوسيوس جان قوّاق المعاون البطريركي، ومار تيموثاوس متّى الخوري السكرتير البطريركي.

وحضر من الكنيسة السريانية المارونية: قدس الأباتي سمعان أبو عبدو المدبّر البطريركي لأبرشية حلب المارونية، والأب جهاد يونس رئيس دير الإبتداء ومعلّم الإخوة المبتدئين في الرهبانية المارونية المريمية.

كما حضر هذه المناسبة عشرات الخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات والإخوة المبدئين والدارسين، وجمع غفير من المؤمنين من الكنائس الثلاث السريانية الكاثوليكية والأرثوذكسية والمارونية، وفي مقدّمتهم عائلة المرتسم الجديد وأهله وأقرباؤه وأصدقاؤه وأحبّاؤه.

وبعد أن تلا الشمّاس حبيب مراد رسالة القديس بولس الرسول، أنشد قداسة البطريرك أفرام الثاني الإنجيل المقدّس من يوحنّا الرسول، وخلاله نفخ البطريرك يوسف الثالث يونان بوجه الشمّاس حبيب بشكل صليب ثلاث مرّات نفخة الروح القدس.

وبعد الإنجيل، ارتجل غبطة البطريرك يوسف الثالث يونان موعظة روحية، نوّه فيها غبطته إلى أنّ "هذه الرسامة تتميّز بحضور قداسة البطريرك أفرام الثاني، وحضور مطارنة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية وإكليروسها، وهي علامة العلاقة المميّزة بل لأخوّة والمحبّة التي تربط الكنيستين السريانيتين الشقيقتين".

ثمّ تحدّث غبطته عن سرّ الكهنوت كموهبة من الله، مذكّراً بكلام قداسة البابا فرنسيس الذي لفت إلى أنّ "الكاهن هو رجل صلاة وعلم وخدمة".

وتوجّه غبطته إلى الشمّاس حبيب، ممتدحاً تفتنيه في العمل كأمين للسرّ في البطريركية وفي سائر أعماله ومسؤولياته، مثنياً على همّته ونشاطه وعلومه وغيرته. وممّا قاله غبطته: "ونحن نعلم أنّ الشمّاس حبيب إذ يتقدّم من هذه الدرجة المقدّسة، يعلم مسؤولياته، وكم عليه أن يجدّ بروح الوداعة والتواضع والتسليم لإرادة المخلّص، كي يكون ذاك الرسول الذي يعلم أهمّية الصلاة والثقافة والمعرفة، ويعلم أنه جُعل ودُعي للخدمة".

وتمنّى غبطته للكاهن الجديد النجاح والتوفيق في خدمته الكهنوتية الجديدة، لما فيه تمجيد اسم الرب القدّوس وخير الكنيسة وأبنائها في كلّ مكان.

وخلال القداس وقبل المناولة، استُهلَّت رتبة الرسامة الكهنوتية، للشمّاس حبيب مراد. فسأل غبطة أبينا البطريرك يوسف الثالث يونان عرّاب المرتسم الجديد، وهو الأب أفرام سمعان، عن مدى استحقاق المدعو لهذه الرتبة، فأجابه العرّاب بالإيجاب. ثمّ تلا غبطته التوصية، موجّهاً أسئلة إلى المرتسم عن قبوله وتسليمه بإيمان الكنيسة المقدسة وطاعة رؤسائه الروحيين، فأجاب عليها واضعاً يده على الإنجيل والصليب.

ثمّ أمسك العرّابقلماً بيمينه، بينما يمين المدعو للكهنوت فوقها، فرسم المدعو أربع نقاط بشكل صليب على سجلّ خاص، ثمّقام بوصلها ببعضها. وبعدها أدخل غبطته الشمّاس حبيبإلى أمام المذبح، ليركع على ركبتيه. وأعلن قداسة البطريرك أفرام الثاني صلاة الإبتداء، وتوالت الترانيم والأناشيد السريانية والصلوات.

بعدئذٍ التفت غبطة البطريرك يوسف يونان نحو المرتسم ووضع يمينه على رأسه، معلناً دعوة النعمة الإلهية له ليصبح كاهناً، وتوجّه بعدها المرتسم نحو قداسة البطريرك أفرام الثاني الذي وضع هو أيضاً يده على رأسه، في حركة أخوية معبّرة بألغ التعابير عن الشركة والمحبّة بين الكنيستين الشقيقتين. ثمّ ردّ أحد الكهنة مؤكّداً هذه الدعوة بإعلان سيامة الكاهن الجديد لمذبح كنيسة مار اغناطيوس النوراني ومذابح الأبرشية البطريركية. وختم غبطة البطريرك يوسف يونان المرتسم بين عينيه ثلاث مرّات بشكل صليب.

بعد ذلك كشف غبطة البطريرك يوسف يونان الأسرار المقدّسة، وبسط يديه فوقها، ولمسها. ثمّ التفت نحو المدعو للرسامة الكهنوتية، مغطّياً إيّاه ببدلته الحبرية، وتلا صلاة دعوة الروح القدس. ثمّ قام غبطته بتأكيد الرسامة وتثبيتها باسم الثالوث الأقدس الإله الواحد.

عندها تقدّمت والدة المرتسم الجديد وشقيقه وشقيقته من غبطته أمام المذبح ليقدّموا قطع البدلة الكهنوتية، علامة محبّة وفرح ورضىً وقبول وتسليم بدعوة ابنهم إلى هذه الدرجة السامية.

فزيّح غبطته فوق هامة المرتسم الجديد كلاً من البطرشيل والزنّار والزندَيْن تباعاً، مسربلاً إيّاه بها كلّها. ثمّ زيّح غبطته البدلة فوق هامة المرتسم، ليوجّهه نحو قداسة البطريرك أفرام الثاني، فيزيّح هو الآخر البدلة فوق هامته، ويلبسوه إيّاها. وألبسه أيضاً غبطته قلنسوة، وسلّمه المبخرة، فوضع البخور وبخِّر البطريركين والأساقفة والإكليروس والشعب في زيّاح روحي مهيب عابق بالفرح والسرور، كلّ هذا وسط زغاريد النساء والتصفيق الحادّ من الحضور جميعاً، إكليروساً ومؤمنين، الذين غمرتهم البهجة بهذه المناسبة الروحية المباركة، وكثيرون اغرورقت عيونهم بدموع الفرح والشكر لله على نعمه وبركاته.

ثم تابع الكاهن الجديد الأب حبيب مراد القداس الإلهي، وقام بمناولة المؤمنين جميعاً.

وسلّمه صاحب الغبطة شهادة رسامته الكهنوتية لتُحفَظ لديه، ونال بركة وتهنئة صاحبي الغبطة والقداسة والمطارنة والإكليروس.

بعد ذلك، تلا سكرتير السفارة البابوية المونسنيور جايين مانديز، الذي يمثّل السفير البابوي، رسالة البركة البابوية التي بعث بها قداسة البابا فرنسيس بالفرنسية للكاهن الجديد، وتلا الأب شارل مراد ترجمتها العربية.

وألقى الكاهن الجديد الأب حبيب مراد كلمة الشكر بالسريانية والعربية، أعلن فيها شعاره الكهنوتي الآية الكتابية من سفر مراثي إرميا "نصيبي هو الرب، هكذا قالت نفسي". وتحدّث عن معنى الكهنوت والخدمة، واختيار الرب كنصيب صالح لا يمكن أن يُنزَع، شاكراً إيّاه تعالى على النعم التي وهبه إيّاها، مؤكّداً التزامه في خدمة الكنيسة المقدّسة.

وقدّم شكره لغبطة البطريرك يوسف الثالث يونان على كلّ ما قدّمه له وللكنيسة السريانية الكاثوليكية، مهنّئاً إيّاه بعيد ميلاده الذي يصادف في مثل هذا اليوم. وعبّر عن فرحه بحضور ومشاركة قداسة البطريرك أفرام الثاني والمطارنة والإكليروس السرياني كافّةً، وهذه نعمة كبيرة من الرب.

ثمّ تابع شاكراً المطارنة والخوارنة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات والحاضرين جميعاً، خاصّاً الأهل والأصدقاء والأحبّاء، سيّما أولئك الذين تجشّموا عناء السفر قادمين من السويد وروما والعراق وسوريا. وخصّ بالشكر عرّاب دعوته ومرشده الروحي الأباتي سمعان أبو عبدو، وعرّابه في الكهنوت الأب أفرام سمعان، وأفراد عائلته الصغيرة، والدته وشقيقه وشقيقته، مترحّماً على روح والده، وخاتماً كلمته بالطلب من الجميع أن يصلّوا لأجله كي يوفّقه الرب في خدمته الكهنوتية (تجدون نص كلمة الأب حبيب مراد كاملاً في خبر آخر على صفحة أخبار موقع بطريركيتنا الرسمي هذا).

وبعد أن تقبّل الكاهن الجديد التهاني من الحضور جميعاً محاطاً بأفراد عائلته، انتقل الجميع إلى قاعة الكاتدرائية، حيث بارك صاحبا الغبطة والقداسة مأدبة العشاء والكوكتيل التي دعا إليها الكاهن الجديد بهذه المناسبة.

ألف مبروك للكاهن الجديد الأب حبيب مراد، مع أطيب التمنّيات له بخدمة كهنوتية مثمرة تأتي بالثمار اليانعة في حقل الرب لإعلاء راية الكنيسة في هذه الأيّام العصيبة.

 

إضغط للطباعة