الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
زيارة البطريركَين يوسف يونان وأفرام كريم لتفقّد النازحين في إقليم كردستان ـ العراق: اقتلاع المسيحيين: وصمة عار على جبين المدّعين بالديمقراطية والحريات

 
 

    

     قام غبطة أبينا مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك أنطاكية للسريان الكاثوليك، وقداسة سيّدنا مار اغناطيوس أفرام الثاني كريم بطريرك أنطاكية للسريان الأرثوذكس، من 6 حتى 8 تشرين الثاني الجاري، بزيارة جمعتهُما وبعض الأساقفة والإكليروس، تفقّدا خلالها آلاف العائلات المسيحية، التي طُردت من بيوتها في الموصل وبلدات سهل نينوى في ليل السادس والسابع من آب المنصرم، ولجأت إلى كردستان، هرباً من الإرهاب المبرمَج "لدولة العراق والشام الإسلامية". غلبت على الزيارة سمات الأسى، ليس فقط لكون هؤلاء المسيحيين الأبرياء المنتمين بغالبيتهم إلى الكنيستين السريانيتين الشقيقتين، قد أضحوا بين ليلة وضحاها لاجئين بؤساء في بلدهم، عاجزين عن الرجوع إلى أرضهم، مع أنّهم أصحاب حق في بلدهم، وكان واجباً على حكومتهم أن تحميهم من هجمات التكفيريين، وتحقّق لهم عيشاً آمناً على أرض أجدادهم. ولكن لأنّ بوادر القنوط شرعت تتغلغل بين جميع اللاجئين لصمت العالم وتجاهُله هذه النكبة المريعة، التي وصمت جبين العالم المتحضّر بالعار، إذ أنّ الجميع من وسائل إعلام وحكومات وشعوب علمت بهذه الكارثة الإنسانية التي حلّت بالمسيحيين والمكوّنات الصغيرة بشمال العراق كالأزيديين والشبك!

     عاين البطريركان بأمّ العين ولمسا لمس اليد الأوضاع اللا إنسانية التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، بسبب شروط العيش غير اللائق والمهدّد بانتشار الأوبئة بحلول فصل الشتاء القارس المعروف في تلك الأصقاع. وبدا وكأنّ عودة هؤلاء النازحين إلى بيوتهم وبلداتهم أضحت سراباً، عسيرةً بل ومستحيلة! وممّا زاد حزنهم مرارةّ أنّهما (أي البطريركين) سمعا الشيء الكثير من هؤلاء المشرَّدين في بلدهم، والذين لم يتخيّلوا قطّ أن ينالوا الجزاء الذي تلقّوه من جيرانهم، الذين نكسوا بعهد الجيرة وانساقوا إلى غرائزهم، يغزون ويسلبون ويهدمون ويقتلون! طردوهم بالأساليب الإرهابية ليحتلّوا بيوتهم وكنائسهم ومدارسهم ومؤسّساتهم... ويحّرموا عليهم العودة... على مرأى من عالمٍ يعدو لاهثاً وراء مصالحه وأنانيته.

     وفي إحدى مراحل هذه الزيارة المؤثّرة، حيث تعيش مئتا عائلة في شقق غير مكتملة مؤجَّرة من قبل الكنيسة، استقبل المئات من الاطفال البطريركين بترنيمة "ما أحلى أن نجتمع معاً"، ورافقوهما إلى خيمة بطول يفوق الستّين متراً، نُصبت حديثاً لإقامة الصلوات والأنشطة الروحية والثقافية والإجتماعية.

     وفي كلّ محطّة من هذه الزيارة، شدّد البطريرك يوسف يونان على أهمّية حضوره مع أخيه البطريرك أفرام كريم وتفقُّدهما الأوضاع المأساوية للمؤمنين المقتلَعين من أرضهم، منوّهاً إلى التحدّيات الجمّة التي تواجه تنظيم المساعدات، ومشيداً بأهمّية الجهود التي يبذلها "الجنود المجهولون"، من إكليروس وراهبات وعلمانيين ملتزمين، لتخفيف المحنة المريعة التي ألمّت بالآلاف من عائلاتنا. وأكّد يونان العمل الجدّي لإيصال صوتهم إلى العالم، فصوتهم هو صوت المضطهَدين الذي سيحملانه كبطريركين  أينما كانا، مشيراً إلى أنّ العالم بدأ يتحسّس المعاناة أكثر، على أمل عودة النازحين إلى بيوتهم.

     أما البطريرك أفرام كريم، فلفت إلى أنّ فرح الأطفال يمنحهم الأمل، مشدّداً على أهمّية حمل الصليب الذي أصبح علامة فرح، لا شعاراً للمجرمين. كما أشار إلى عملية التهجير التي أصابت العراقيين في القرن الحادي والعشرين، لافتاً إلى أنّ العالم يرى كلّ شيء، لكنه يبقى صامتاً! فعليه أن يستفيق لأنّه ذاهبٌ نحو الهلاك.

 

إضغط للطباعة