الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يحتفل بالقداس الإلهي في كاتدرائية مار يوسف للكلدان في عنكاوا

 
 
   

    في تمام الساعة السادسة من مساء يوم الأحد 24 آب 2014، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي الكلي الطوبى، بالقداس الإلهي على مذبح كاتدرائية مار يوسف للكلدان في عنكاوا، يعاونه سيادة المطران مار يوحنّا بطرس موشي رئيس أساقفة الموصل وتوابعها، وعدد من الكهنة والشمامسة، بحضور ومشاركة جماهير غفيرة جداً من المؤمنين النازحين إلى عنكاوا من مدينة الموصل ومن قرى وبلدات سهل نينوى، وبخاصة من قره قوش ـ بغديدا، ضاقت بهم الكاتدرائية وساحتها، وقُدِّر عددهم ببضعة آلاف.

 

    خلال القداس، وبعد تلاوة فصلٍ من رسالة القديس مار بولس الرسول إلى مؤمني مدينة روما: "من سيفصلنا عن محبّة المسيح؟ أضيقٌ أم خطرٌ أم شدّة... إن كان الله معنا فمن علينا"، رنّم سيادة المطران بطرس موشي بصوته الشجي نص إنجيل التطويبات من متى الرسول: "طوبى للمضطَهَدين من أجل البرّ... طوبى لكم إذا عيّروكم واضطهدوكم وقالوا عليكم كلّ كلمة من أجلي كاذبين...".

    ثمّ ارتجل غبطة أبينا البطريرك موعظةً أكّد فيها "أنّ كلّ ما يعمله الرب هو لخير الإنسان، ولكن ليس من السهل أن نفهم حكمته. لذا علينا الثبات بالإيمان والتحلّي بالرجاء وعيش المحبّة لمتابعة حياتنا بالرغم من الألم". طلب من الله "الفرج ونعمة القوّة لنقبل مشيئته تعالى، كي نستطيع أن نحبّ الذين لا يشاركوننا الإيمان نفسه".

    كما شكر غبطته كلّ من قدّم التسهيلات للنازحين، من المسؤولين في حكومة إقليم كردستان، ومن الرعاة الكنسيين، ومن مؤسّسات مدنية وكنسية، مؤكّداً أنّ الزيارات التي قام بها هي للوقوف إلى جانب النازحين ولمشاركتهم الألم والرجاء، بالإتّكال على الرب القائل "لا تخافوا أنا معكم".

    وجدّد غبطته التأكيد على أنه يسعى "لإيجاد الحلّ اللائق بكرامتهم الإنسانية"، مشيراً إلى أنهم "سيلاقون الصعوبات للبدء من جديد، لكنّ الإتّكال هو على الله، وإيّاه نرجو فوق كلّ رجاء، ونقبل أحكامه ونتابع حياتنا".

    وطالب غبطته "العالم الذي يسمّي نفسه متحضّراً أن يؤمّن الحماية الدولية لشعبنا الذي يتعرّض للإبادة"، لافتاً إلى "ضرورة أن يفكّر أبناء شعبنا بالطريقة الفضلى لحماية أنفسهم في المستقبل، فلا يُعتبَرون كنغمٍ ونعاجٍ تُساق إلى الإهانة والذبح".

    ونوّه غبطته إلى "أنّنا لسنا دعاة حرب، ولكن علينا أن ندافع عن أنفسنا قدر المستطاع لتأمين حياة كريمة لنا ومستقبل زاهر لأبنائنا وبناتنا".

    وختم غبطته موعظته بالتضرّع إلى الرب كي ينهي هذه المحنة والأيّام العصيبة بأقرب وقت، ليعود الناس إلى ديارهم، ويعمّ الأمن والسلام، بشفاعة العذراء مريم وجميع القديسين والشهداء.

    وبعد البركة الختامية، تقدّم المؤمنون من غبطته ونالوا بركته الأبوية.

 

إضغط للطباعة