الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
النص الكامل لموعظة غبطة أبينا البطريرك في قداس عيد انتقال العذراء في دير الشرفة ـ لبنان

 
       

    ننشر فيما يلي النص الكامل للموعظة التي ارتجلها غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، خلال القداس الذي احتفل به غبطته بمناسبة عيد انتقال العذراء، في تمام الساعة السادسة والنصف من مساء الخميس 14 آب 2014 في دير سيّدة النجاة ـ الشرفة ـ درعون ـ حريصا:

 

    أحباءنا أبناءنا وبناتنا بالرب الذين أتوا إلى دير الشرفة المكرّس على اسم أمّنا مريم العذراء سيّدة النجاة، والذي يحتفل كلّ عامٍ في مثل هذا اليوم بعيد أمّنا مريم العذراء شفيعته، سيّدة النجاة ـ سيّدة الإنتقال.

    باسمكم جميعاً أودّ أن أرحّب بسيادة الحبر الجليل السفير البابوي في لبنان المطران كبريالي كاتشا.

   Je voudrai au nom de tous ceux et celles qui assé brutalement par des jisont présents ici, venus surtout de l’Iraq et de la Syrie, comme nos paroissiens et paroissiennes du Liban, d’exprimer notre conforme remerciement, Excellence, pour votre participation à cette célébration de l’Assomption. Notre Dame de l’Assomption est la patronne de notre monastère de Charfet, et nous sommes très reconnaissants et très touchés de ce que Sa Sainteté le Pape François a fait, pas seulement ses paroles, mais aussi ses interventions auprès des instances internationales pour la cause de notre communauté chrétienne, soit en Iraq, soit en Syrie, mais surtout du Mossul et de la plaine de Ninive, qui a était chhadistes qui veulent imposer leur religion sur notre communauté.

   

    أيّها الأحبّاء،

    أنتم الذين أتيتم مهجَّرين بالقسوة وبالعنف من بلدكم العراق، وبشكلٍ خاص من البلدات والقرى المسيحية في سهل نينوى، ومن الموصل، ومن سوريا. جئتم تنشدون أمام أيقونة أمّنا مريم العذراء، التي هي شفيعة هذا الدير وشفيعة كلّ لبنان الذي كُرِّس لقلب مريم الطاهر بكلّيته. جئتم تنشدون العدل والكرامة الإنسانية لدى هذه الأمّ السماوية، متضرّعين إليها، ليس فقط كي تساعدكم بحلّ الصعوبات والمشاكل التي تجابهكم، ولكن أيضاً لكي تحفظ أهلكم وأعزّاءكم هناك في البلاد التي تهجّرتم منها.

    عندما أرسل يسوع تلاميذه لكي يبشّروا بالإنجيل، كان يعلم أنّ هناك من لن يستقبلهم، وأنّ هناك من سيرفض بشارة الإنجيل. والإنجيل يحدّثنا عن كلام يسوع، فيقول: "إذا دخلتم مدينةً ولم يستقبلوكم، فانفضوا غبار أرجلكم". كانوا قبلاً عندما يذهبون ليحجّوا إلى الهيكل، قبل أن يصلوا إلى حدود المدينة المقدّسة، كانوا ينفضون غبار أرجلهم لأنّهم يدخلون أماكن مقدّسة مخصَّصة لله.

    واليوم، نحن أيضاً وللأسف في هذا العصر، القرن الواحد والعشرين، نضطرّ أن ننفض غبار أرجلنا من التراب الذي هو عزيزٌ علينا، وكان عزيزاً على أجدادنا وجدّاتنا مدى القرون الطوال، حيث وُلدنا وحيث نشأنا، وحيث شاركنا في إحياء تراث بلدنا. وللأسف نقول إنّنا اضطُررنا أن ننفض غبار أرجلنا، لأنّ هناك من لا يريدنا، لأنّ هناك للأسف أكثرية تختلف عنّا بالديانة وتريد أن تفرض ديانتها وتفرض منهجيتها بعنفٍ علينا، وهذا ما لم تقبلوه.

    سمعنا من رسالة مار بولس، كيف يقول هذا الرسول العظيم، رسول الأمم، للمؤمنين من كنيسة روما، ويحثّهم على أن يجدّدوا إيمانهم بكلّ ما يحدث لهم في حياتهم. كلّ شيء يعود لخيرنا، لأنّ هناك تدبير إلهي وحكمة إلهية لا نفهمها، لكن لا بدّ لنا أن نفهمها ونكتنهها ونعرف معناها عندما نمثُل أمامه ونسأله لماذا يا رب سمحتَ أن نتهجّر؟!، لماذا يا رب أذنتَ وكنتَ صامتاً إزاء آلامنا ودموعنا ومعاناتنا؟!، وهو بالتأكيد سيجيبنا ويعطينا عندئذٍ السبب.

 

    أيّها الأحبّاء،

    نعلم أنّكم تودّون أن تبقوا في بلادكم، في العراق الحبيب، في سوريا الحبيبة، في البلدات والقرى التي نشأتم فيها، والتي ذقتم الحلو والمرّ مع أهلها، ولكن للأسف اضطُررتم للنزوح منها. وهنا نقول لكم: نحن رعاة الكنيسة الذين دُعينا لنخدم الكنيسة، نقول لكم إنّنا معكم في معاناتكم، نشعر بما تشعرون به حقيقةً، ونريد أن نقوم بكلّ ما نستطيع لكي نساعدكم. ولكن كما تعلمون، العين بصيرة واليد قصيرة، للأسف لم تبقَ قضيتنا فقط قضية مكوّنٍ وشعبٍ مضطهَدٍ يريد أن يعيش بكرامته، أميناً لدعوته المسيحية، ولكن يريدون أن يفرضوا علينا أنظمةً ومناهج وحلولاً يرضون بها لأنّها مناسبة لمخطّطاتهم. ومع ذلك أينما ذهبتم، وإذا بقيتم في لبنان، ونحن تنمنّى ذلك من كلّ قلبنا، أو إذا رحلتم، عليكم أن تتذكّروا أنّ الرب معكم، وأنّ كلّ ما يحصل لكم بالسماح من الرب ما هو إلا لتقديسكم. طبعاً كما قلتُ، ليس من السهل أن نفهم وأن نقبل، ولكن تأكّدوا أنّ الرب معكم.

    لذلك نصلّي حول مذبح الرب كي يقوّيكم ويعطيكم الإيمان الثابت والرجاء الراسخ بأنّكم مهما كنتم تعانون مثلما عانى أجدادكم وجدّاتكم، تذكرون منذ مئة سنةٍ كان هناك ما يُسمّى "السوقيات"، وبالسريانية "سيفو"، كيف اضطُهِدنا وطُرِدنا من تركيا! مهما حدث لكم، فإنّ الرب هو معكم، لأنّنا نحن كلّنا متّجهون نحو الملكوت، حيث أمّنا السماوية منتقلة بالنفس والجسد، وحيث جميع القدّيسين والقدّيسات، شهداؤنا وشهيداتنا، نلتفّ جميعاً حول الرب يسوع، ونعيش ملكوت الفرح والسلام والمحبّة، آمين. عيد مبارك عليكم أجمعين!

 

 

 

 

إضغط للطباعة