الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
النص الكامل لكلمة غبطة أبينا البطريرك في افتتاح معرض مخطوطات دير الشرفة

 
 
   

    يطيب لنا أن ننشر فيما يلي النص الكامل للكلمة التي ألقاها غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي الكلي الطوبى، خلال حفل افتتاح معرض مخطوطات دير الشرفة، في كلية اللاهوت الحبرية بجامعة الروح القدس – الكسليك ـ كسروان، مساء يوم الخميس 30 أيار 2013:

 

    تحية للحاضرين والمشاركين

    نلتقي اليوم معاً لنفتتح هذا المعرض التاريخي، ونلقي نظرةً على تراث مجيد وإرث تاريخي، احتوته جوانب دير الشرفة العريق، وذلك بدعوة كريمة من جامعة الروح القدس ـ الكسليك.

    عندما نقول "دير الشرفة"، نعني به تاريخ الكنيسة السريانية ومحطّ أنظار أبنائها في الشرق والعالم، ومركز إشعاع آبائها وملافنتها الذين أغنوا الحضارة والأدب والفكر. ومن لا يعرف قيمة تاريخه وماضيه، لا يعرف أن يعيش حاضره ولا أن يستعدّ للمستقبل.

    دير الشرفة، هذا الدير العزيز والغالي على قلوبنا جميعاً، أسّسه وبناه المثلّث الرحمات والطيّب الذكر البطريرك ميخائيل الثالث جروه عام 1786، وأقام علاقات مميّزة مع الكنيسة المارونية، بعد أن استقبله الموارنة بحرارة واستضافوه في بلدة بيت شباب إثر قدومه من دير الزعفران ـ ماردين سنة 1784، وزار البطريرك يوسف اسطفان في مقره في غوسطا، الذي قدّم له المساعدة ليشتري تلك الأرض المباركة التي عليها بُني دير الشرفة في درعون ـ حريصا.


    وهنا نودّ أن نشير إلى أنّ العلاقات قديمة بين الكنيستين الشقيقتين منذ أيام البطريرك أخيجان في القرن السابع عشر، الذي كان تلميذ المدرسة المارونية وصديق البطريرك الدويهي.

    سطع نجم دير الشرفة بشكل خاص مع بداية القرن العشرين، إذ لعب دوراً ريادياً في أيام البطريرك أفرام الثاني رحماني، والخوراسقف اسحق أرملة. فكان الدير موئلاً لكثيرين من الآباء والعلماء والباحثين والمستشرقين، وأضحى أشبه بخلية نحل تعمل دون هوادة.

    لدير الشرفة علاقات وصلات وثيقة مع دير سيدة بزمّار للأرمن الكاثوليك، ودير المرسلين اللبنانيين، ودير الآباء البولسيين للروم الكاثوليك، ومع أهالي كسروان ووجهائها (آل الخازن...)، ولاحقاً مع الرهبانية اللبنانية المارونية، إذ أنّ طلاب إكليريكية الشرفة يدرسون في جامعة الروح القدس الكسليك.

    في دير الشرفة جوهرة ثمينة وكنز نفيس، هو المخطوطات والأرشيف التي حان الوقت لتوضع على المنارة ويضيء نورها للقاصي والداني. إنها إرث الآباء والأجداد، رجال علم وانفتاح، حافظوا عليها وحفظوها لنا، وعلينا أن نحفظ الأمانة والوديعة التي أوكلت إلينا، وأن نُظهِرَها للعلن مفاخرين بها، وواضعينها في متناول ذوي الاختصاص للنهل من مَعينها العذب، فهي صفحة مشرقة في تاريخ كنيستنا.

    ولنا كلّ الأمل وملء الرجاء أنّ كنيستنا ستبقى أمينةً لهذا التراث الأصيل، فتظلّ كما نردّد دوماً "الجوهرة الصغيرة التي ترصّع تاج الكنيسة الجامعة".

    الشكر الكبير لجامعة الروح القدس الكسليك لمبادرتها بالدعوة لهذا المعرض وتنظيمه، ولكلّ من ساهم في إنجاح هذا العمل، وبخاصة لابننا الروحي الشماس يوسف درغام. وتمنياتنا أن يساهم هذا المعرض وينجح في إبراز هذا التراث الكنسي والثقافي والحضاري الثمين.

    وخير ما نختم به كلامنا قول للقديس مار اسحق الأنطاكي، من آباء الكنيسة السريانية في القرن الخامس (491؟)، يتناول فيه أهمية دراسة العلم والانكباب على دراسة كنوزه:

ܣܺܝ̈ܡܳܬܳܐ ܒܣܶܦܪ̈ܶܐ ܛܡܺܝܪ̈ܳܢ܆ ܘܡܰܢܽܘ ܕܰܒܗܽܘܢ ܠܳܐ ܢܶܚܦܽܘܪ

ܓܰܙ̈ܶܐ ܚܡܺܝܠܺܝܢ ܒܰܟܬܳܒ̈ܶܐ܆ ܘܰܕܠܳܐܶܐ ܒܗܽܘܢ ܥܳܬܰܪ ܠܶܗ

الثروات المخبّأة في المجلّدات، من لا يحفر لاستخراجها

والكنوز التي تحملها الكتب، يغتني منها من يتعب بها

 

إضغط للطباعة