الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
نص الترجمة العربية لكلمة نيافة الكردينال ليوناردو ساندري خلال حفل الافتتاح الرسمي لكاتدرائية سيّدة النجاة في بغداد بعد إعادة ترميمها

 
 
   

    ننشر فيما يلي النص الترجمة العربية للكلمة التي ألقاها نيافة الكردينال ليوناردو ساندري رئيس مجمع الكنائس الشرقية، خلال حفل الافتتاح الرسمي لكاتدرائية سيّدة النجاة في بغداد بعد إعادة ترميمها، قبل ظهر يوم الجمعة 14 كانون الأول 2012:

 

    أصحاب الغبطة، سعادة السفير الباباوي، إخوتي في الأسقفية والكهنوت، السلطات المدنية والدينية الحاضرة، إخوتي وأخواتي

    أحمد الله القادر على كلّ شيء والرحوم، من أجل النعمة التي جعلتني أخطو في أرض العراق النبيلة، أرض ابراهيم أبينا في الإيمان التي تحتضن أقدم الكنائس والتقاليد المسيحية.

    كما أقدّم شكري العميق للرب لأجل إحياء ذكرى الشهادة السامية لكثيرٍ من الإخوة والأخوات، ومن مختلف الأعمار، المسبوقين بالكاهنين الشابين العظيمين، الذين توحّدت حياتهم للأبد بالمسيح يسوع في مساء الأحد 31 تشرين الأول 2010. وباتّحادٍ مع المصلوب القائم، سكبوا دماءهم، أقوياء بالإيمان، لا سيّما هذا الإيمان الذي غلب العالم! نحن مؤمنون، ولهذا نترجّى الفرح الذي لا ينتهي في الملكوت الأبدي والشامل مع الله، أنقياء وأحياء للأبد في محبة الروح القدس، الذي هو أقوى من الموت!

    نجتمع اليوم مع عائلاتهم والجماعة الكنسية، في الأخوّة التي تربطنا جميعاً بالمسيح، من أجل مشاركتنا التحدّي والرجاء.

    الشكر لتضحيات العديدين الجديرة بالثناء، اليوم في إعادة فتح هذه الكاتدرائية الجميلة والمجدّدة للعبادة الإلهية. من أجل تضحية يسوع الإفخارستيا، الحمل المذبوح والممجَّد، الذي فيها سيحتفل به، تصبح أيضاً أكثر جمالاً: لأنه بتضحياتهم يشعّ في ضمائرنا وللعالم أجمع.

    الكاتدرائية تريد تسجيل الأسماء للتاريخ، لكنّ كلمة الإنجيل تذكّرنا بأننا، إذا كنّا رسلاً مؤمنين بيسوع إلهنا، ومعلّمنا وربنا: أسماؤنا مكتوبة بالحقيقة في السماوات. نعم إنّ وجوه إخوتنا وأخواتنا هي غير ممحيّة، لأنهم في قلب الله وفيه يحيون للأبد!

    مع التحدّي والرجاء، الرب يشجّع المسيحيين الشرقيين، وبشكلٍ خاص العراقيين، إلى الشركة والشهادة! هاتين الغايتين قادتا سينودس أساقفة الشرق الأوسط الذي، قبل أن يختم أعماله في روما حول حبيبنا البابا بنديكتوس السادس عشر بأيامٍ قليلة، وقع الحادث الأليم. نسأل الرب من أجل الدموع التي تساقطت في هذا المكان المقدس، لكي تكون البذرة الجيّدة للشركة والشهادة التي تعطي ثمراً كثيراً.

    تؤكّد كلمة الله: "ينطلق فيسير باكياً وهو يحمل البذر، يعود فيأتي مهللاً وهو يحمل حزمه" (مز 125: 6).

    إنّ قداسته يدعم تضرّعنا، بحيث يقول "يمكن للكنائس ورسل الرب البقاء هناك حيث ولدت العناية الالهية، هناك حيث يستحقّون أن يبقوا من أجل حضورٍ يعود إلى بدايات المسيحية، الذي من خلاله هم متميّزون بمحبة لا جدال فيها، وغير منفصلة في الإيمان، على الشعب وعلى الأرض" (بنديكتوس السادس عشر في 25/6/2007).

    ثم يؤكّد البابا: "إنّ الشرق الأوسط، بدون أو مع وجود قليل للمسيحيين فيه، ليس بعد شرقاً أوسطاً، كما المسيحيون يشاركون مع المؤمنين الآخرين في هوية وخصوصية هذه المنطقة. الكلّ مسؤولون عن الآخرين أمام الله... المسؤولون السياسيون والدينيون يدركون هذه الحقيقة" (الكنيسة في الشرق الأوسط، رقم 31).

    استحضرتُ هذه الكلمات للأب الأقدس في إحياء هذه الذكرى، لنوجّه نظرنا إلى الكنائس المسيحية الأخرى، إلى رعاتها ومؤمنيها، كما إلى الكثيرين من العراقيين المسلمين الذي يعترفون بالله الواحد. الجماعة الكنسية، بالحقيقة، ترغب أن تساهم بالهدوء والاستقرار، وقبل كل شيء، في السلام الأكيد في هذا البلد وفي الشرق والعالم.

    المسيحيون يلتزمون بالشعور المسكوني، في التعاون بين الأديان، بروح الحق والاحترام المتبادل، لكيما، بالثقافة والتقاليد المختلفة، يجدوا القبول باسم الله الواحد (أعمال 2: 9ـ11). يجب ضمان هذا العمل إلى الحرية الدينية للأفراد والجماعات، أياً كانوا، من أجل الخير العام.

    يشرّفني أن أحمل للجميع السلام الحارّ من الأب الأقدس بنديكتوس السادس عشر، الذي يدعو بالبركة الإلهية على الشعب العراقي بأكمله، وعلى آلامه الكبيرة ورجائه، وهو قريبٌ جداً من الجماعة الكاثوليكية.

    أتوجّه إلى السلطات المدنية بالاحترام والتقدير، لاهتمامهم ورعايتهم لكنائسنا. وتمنياتي للعراق بأن يتمكّن من أخذ مكانته التي يستحقّها في الجماعة الدولية.

    إنني ممتنٌّ لسعادة السفير البابوي المطران جورجيو لينكوا، ومعه أقدّم الاحترام الأخوي إلى البطاركة الموقّرين، صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال عمانوئيل دلي، وغبطة البطريرك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، رؤساء وآباء الكنيستين الكلدانية والسريانية الكاثوليكية.

    شكر خاص إلى رئيس أساقفة بغداد للسريان الكاثوليك، المطران يوسف عبّا، وسلفه المطران متي متوكه. وذكر خاص إلى كل الجماعة المؤمنة، مقدّماً لهم أصدق تمنياتي بمناسبة أعياد الميلاد المجيدة، متمنّياً لهم أياماً مفرحة وسنة جديدة مباركة.

    القديس أفرام الكبير يعرف كيف يوقظ فينا التعجّب بميلاد المسيح عندما يقول: من أجل تلك الولادة، التي فيها الخليقة هي من خلق الخالق، نحن واثقون بأن نسير نحو ميلادٍ دائم. سيّدتنا، سيّدة النجاة، ترافقنا للقاء الرب الذي يأتي بالتواضع والمجد. آمين.

 

 

إضغط للطباعة