الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
اليوم الخامس من زيارة الحجّ البطريركية إلى فرنسا: قداس في الكنيسة الكبرى بمعبد سيدة روكامادور

 
 
   

اليوم الخامس: الجمعة 27 تموز:

    صباح يوم الجمعة 27 تموز، توجّه غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي والوفد المرافق إلى معبد سيدة روكامادور سالكين درباً أشبه بدرب الصليب بمراحله الأربع عشرة، بطريق خشوعية ومسيرة مهيبة، ليصلوا إلى المعبد التاريخي الأثري الذي هو بمثابة قلعة محفورة في الصخر يقشعرّ أمام بهائها الإنسان، فتشدّه إلى الصلاة والتأمّل بكل عقله وفكره وقلبه وروحه.

    بدايةً، عقد غبطته لقاءً عاماً مع الإكليريكيين والمتطوّعين الذين يعملون في المعبد في إحدى كنائس المعبد، حيث حدّثهم غبطته عن تاريخ الكنيسة السريانية وتراثها العريق ولغتها السريانية الآرامية التي هي لغة السيد المسيح ووالدته مريم العذراء ورسله القديسين، متطرّقاً إلى الاضطرابات التي يعاني منها الشرق اليوم وبخاصة في سوريا والعراق، سائلاً الله أن يُحلّ أمنه وسلامه في هذه المنطقة حيث وُلد الرب يسوع وعاش وتألّم ومات وقام، وحيث خلقنا ودعانا لنشهد له ونعلن البشارة السارة.

    وأجاب غبطته على أسئلة الإكليريكيين وسواهم، وأجرى حواراً شقّيقاً معهم.

    وفي تمام الساعة الحادية عشرة من قبل الظهر، انتقل غبطته إلى الكنيسة الكبرى في المعبد، حيث احتفل بالقداس الإلهي الحبري بحسب الطقس السرياني الأنطاكي، يشاركه سيادة المطران Norbet Turiniمطران روكامادور، ويعاونه سيادة المطران أنطوان بيلوني، وحضرة الخوراسقف إيلي حمزو، والأبوان إيلي ورده وأفرام سمعان، ويخدمه الشمامسة والرهبان والراهبات، بحضور ومشاركة الكاهن المسؤول عن المعبد Renauld de Gouvello، وكهنة المعبد والإكليريكيين والمتطوّعين، وجموع المؤمنين الذين يأتون إلى هذا المعبد يومياً للصلاة والحجّ.

    في بداية القداس، ألقى سيادة المطران توريني كلمة بليغة، رحّب فيها بصاحب الغبطة الذي يأتي إلى معبد سيدة روكامادور للمرة الأولى، سيراً على خطى سلفه الأسبق المثلث الرحمات البطريرك الكاردينال مار اغناطيوس موسى الأول داود، الذي عقد توأمةً مع مطران روكامادور آنذاك موريس كيدون Maurice Gaidon، مؤكّداً أمام غبطته رغبته الصادقة بمتابعة العلاقة المميّزة مع بطريركية السريان الأنطاكية، ممثّلةً بدير سيدة النجاة ـ الشرفة.

    كما أكّد سيادته صلاته الحارة من أجل السلام في الشرق وبخاصة في سوريا، مثمّناً مواقف غبطته في هذا الإطار أمام السلطات الفرنسية خلال زيارته الرسمية إلى فرنسا في أيار من العام الماضي 2011، سائلاً الله أن يرافق غبطته في مسيرته كرأسٍ وراعٍ للكنيسة السريانية في العالم، موجّهاً تحياته الصادقة إلى مرافقي غبطته من إكليروس وعلمانيين، ومتمنّياً لغبطته والوفد المرافق زيارة مباركة وعودة سالمة إلى بلادهم. (وسوف ننشر نص هذه الكلمة كاملاً في موقع البطريركية لاحقاً).

    وبعد الإنجيل المقدس، ألقى غبطة أبينا البطريرك موعظة أكّد فيها رغبته بمتابعة العلاقات الأخوية بين دير الشرفة ومعبد سيدة روكامادور، شاكراً سيادة المطران توريني على محبته وحفاوة استقباله وكلماته الطيّبة، مشيراً إلى المكانة الخاصة والإكرام المميّز الذي تحظى به العذراء مريم في الكنيسة السريانية والطقس السرياني.

    وقبل نهاية القداس، أنشد سيادة المطران أنطوان بيلوني بصوته الرخيم صلاة السهرانة باللغة السريانية، وهي ابتهال موجّه إلى العذراء مريم يمتاز به الطقس السرياني، وتلا الدكتور ريمون ملكي ترجمة النشيد باللغة الفرنسية.

    وفي ختام القداس، توجّه غبطته ومصاف الإكليروس بموكب حبري إلى باحة المعبد حيث منح البركة الختامية للجموع المحتشدة، يحيط به صاحبا السيادة المطران توريني والمطران بيلوني والكهنة والشمامسة. وكانت علامات الفرح والسرور والإعجاب باديةً على وجوه المشاركين في القداس بالطقس السرياني الرائع من إكليروس المعبد والمؤمنين الوافدين إليه.

    وهنا قدّم غبطة أبينا البطريرك هدية تذكارية إلى سيادة المطران توريني، هي عبارة عن صورة ملوّنة لأيقونة سيدة النجاة التاريخية المحفوظة في دير سيدة النجاة ـ الشرفة ـ لبنان.

    ثم انتقل صاحب الغبطة والوفد المرافق إلى الدار الأسقفي في المعبد حيث تناولوا طعام الغداء، وخلاله قدّم سيادة المطران توريني إلى غبطته هدية ثمينة هي مجسّم خشبي كبير للعذراء مريم سيدة روكامادور، قرّر غبطته أن يصمده في مزار خاص سيتم وضعه في معبد دير الشرفة.

    كما قدّم المطران توريني لغبطته وللمطران أنطوان بيلوني وللخوراسقف إيلي حمزو أيضاً، كتاباً قيّماً يروي تاريخ المعبد، وميدالية سيدة روكامادور. وقدّم هدية تذكارية لكلٍّ من أعضاء الوفد المرافق لغبطته من إكليروس وعلمانيين.

    بعد الغداء، قام غبطته والوفد المرافق بزيارة تعرّف خلالها على أبرز معالم المعبد. وفي تمام الساعة التاسعة مساءً، حضر صاحب الغبطة ومرافقوه أمسية مرتّلة Concert greco-byzantinفي كنيسة المعبد الكبرى، وذلك في إطار الأمسيات المرتّلة التي تحييها الجوقة الغريغوريانية في المعبد، ضمن فعاليات الأسبوع الغريغورياني. وجاءت الترانيم في غاية الروعة والجمال، أدّتها مجموعة من الشبّان والشابّات بأصواتهم الشجية وألحانهم العذبة.

    بعدئذٍ عاد صاحب الغبطة والوفد المرافق إلى مقر إقامتهم، حيث خلدوا إلى الراحة بعد يوم طويل رائع قضوه في الصلاة والعبادة، استعداداً ليوم جديد حافل ببرامجه.

 

إضغط للطباعة