الصفحة الرئيسية البطريركية الأبرشيات الاكليريكيات الرهبانيات الأديرة ليتورجيا
 
التراث السرياني
المجلة البطريركية
المطبوعات الكنسية
إتصل بنا
غبطة أبينا البطريرك يشارك في لقاء القمة الروحية لرؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية في بكركي

 
 
 

    ظهر يوم الأحد 25 آذار 2012، شارك غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، يرافقه سيادة المطران مار باسيليوس جرجس القس موسى المعاون البطريركي، في لقاء القمة الروحية لرؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية، الذي عُقد في الصرح البطريركي الماروني في بكركي تلبيةً لدعوة صاحب الغبطة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، بمناسبة عيد بشارة العذراء والذكرى السنوية الأولى لتولية غبطته.

    شارك في هذا اللقاء، إلى صاحبي الغبطة البطريرك يونان والبطريرك الراعي، كلٌّ من: غبطة بطريرك الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحّام، سماحة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، سماحة الإمام نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، سماحة شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز الشيخ نعيم حسن، سماحة رئيس المجلس الإسلامي العلوي في لبنان الشيخ أسد عاصي،

وأصحاب السيادة: المطران جان تيروز ممثّلاً غبطة بطريرك الأرمن الكاثوليك نرسيس بيدروس التاسع عشر، المطران كيغام خاتشريان ممثّلاً قداسة كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الأرثوذكس آرام الأوّل، المطران بولس دحدح مطران اللاتين في لبنان، المطران دانيال كوريّة مطران بيروت للسريان الأرثوذكس،   الأرشمندريت ألكسي مفرّج ممثّلاً سيادة المطران الياس عودة متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس، الأب رويس الأورشليمي ممثّلاً كنيسة الأقباط الأرثوذكس، القس رياض جرجور ممثّلاً رئيس المجمع الأعلى للطائفة الإنجيلية في سوريا ولبنان القس سليم صهيوني، وأعضاء لجنة الحوار المسيحي ـ الإسلامي. وبحثوا في المستجدات على الساحتين المحلية والإقليمية وانعكاساتها المباشرة وغير المباشرة على الوضع اللبناني الداخلي وكيفية مواجهة هذه الانعكاسات لما فيه خير جميع المواطنين.

    في بداية اللقاء، شدّد غبطة البطريرك الراعي على أهمية الحوار لحلّ كلّ الخلافات التي من الممكن أن تطرأ نظراً للمستجدّات على الساحتين الداخلية والإقليمية من أجل وحدة لبنان واللبنانيين. ثمّ تخللّ الّلقاء عرضٌ لمختلف وجهات النظر حول المسائل المطروحة.

    وفي الختام، أصدر المجتمعون بياناً شجبوا فيه العنف المتمادي في سوريا، وشدّدوا على ضرورة تحصين الوحدة الوطنية ونبذ التفرقة والفتنة، مؤكّدين على متابعة العمل لعقد قمة روحية مسيحية ـ إسلامية على مستوى العالم العربي لتعزيز مبادئ العيش المشترك.

    وفيما يلي نص البيان الختامي الذي تلاه مدير المكتب الإعلامي في الصرح البطريركي المحامي وليد غيّاض:

    "في بدء اللقاء أعرب المجتمعون عن أسفهم الشديد لوفاة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذي يُعتبر من الشخصيات الإستثنائية التي تميّزت حياتها بنضال طويل من أجل تعزيز العيش الواحد الإسلامي ـ المسيحي، والإلتزام بالقضايا الإنسانية وقضايا الوطن العربي، وفي مقدّمها القضية الفلسطينية. وتقدّموا بأحرّ التعازي من مصر ومن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، سائلين الله أن يمنّ عليها ببطريرك جديد يكون خير خلف لخير سلف.

    وتوجه المجتمعون بالتعزية من سوريا ومن طائفة الموحّدين الدروز بوفاة سماحة شيخ عقل الموحّدين الدروز في سوريا الشيخ أحمد سلمان الهَجَري رجل الحكمة والحوار، سائلين العزيز القدير أن يتغمّده بالرحمة.

    وتوقّف المجتمعون عند التحوّلات التي شهدتها المنطقة وأدخلتها مرحلة تاريخية جديدة، أدّت إلى سقوط أنظمة سياسية عدّة. وأكّدوا على حق الشعوب في خياراتها، لكنّهم أعربوا عن خشيتهم ممّا قد يحصل إذا ما طال الوقت في البحث عن الطريق السليم لإرساء دولة القانون والعدالة والمساواة في المواطنة في تلك المجتمعات. وأملوا أن تتماسك الأسرة العربية بالمحبة والوحدة والتضامن والتنوّع، أمام تحديات العولمة، وما يتهدّد المنطقة من مخاطر ومخطّطات، فتستعيد مكانتها ودورها في الأسرة الدولية.  

    توقّف الحاضرون عند المشهد السوري، وأعربوا عن شجبهم للعنف المتمادي وعن حزنهم الشديد على الضحايا التي تسقط كل يوم. وهم يبتهلون إلى الله أن يحفظ أمن سوريا ووحدتها وسلامتها ويحقن دماء أبنائها.

    وأعرب المجتمعون عن أسفهم العميق لاستمرار دوّامة العنف والتفجيرات المتكرّرة في العراق، والتي تسقط العديد من الضحايا البريئة، وأملوا أن يستعيد هذا البلد الشقيق وحدته الداخلية في تنوّعه، ويقوم بدوره الحضاري ضمن الأسرتين العربية والدولية.

    واستنكر المجتمعون ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني من ظلم واعتداءات مستمرة على الأرواح والمقدّسات والممتلكات، وطالبوا المجتمع الدولي بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس وتطبيق كافة القرارات الدولية، ولا سيّما حق عودة الفلسطينيين إلى ديارهم.

    تباحث المجتمعون الوضع الداخلي اللبناني، مشدّدين على تحصين الوحدة الوطنية المبنية على العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، وصونها من أيّ تأثير للأحداث في المنطقة على خصوصية لبنان، ونبذ التفرقة والفتنة، مؤكّدين على خيار اللبنانيين الأساسي أن يكونوا معاً في كيان ارتضوه وطناً نهائياً مستقلاً موحّداً. وأسفوا لحال التفسُّخ السياسي الذي يصيب الساحة الداخلية، وأكّدوا أنّ لبنان لا يستطيع مواجهته إلاّ بالحوار الجادّ والمعمّق في المسائل الخلافية، والتضامن والمسؤولية الوطنية، التي هي الأسس الناجعة للوقوف بوجه كل ما يعصف بالوطن.

    وتوقّف المجتمعون عند الوضع الأمني معربين عن تأييدهم للتدابير التي تتخذها الدولة في سبيل المحافظة على أمن المواطن، ويدعونها إلى المزيد من هذه التدابير. ورأوا أيضاً أنّ الملف الاجتماعي الناتج عن الأزمة الاقتصادية التي تنذر بأوخم العواقب، يجب أن يلقى الاهتمام اللازم، بعيداً عن التجاذبات السياسية والمصالح الضيّقة، لتأمين العدالة الاجتماعية والحقوق الخاصة بالمواطنين، ولا سيّما تحصين سلامة وأمن الغذاء.

    وفي الختام أعرب المجتمعون عن متابعة العمل لأجل عقد قمة روحية مسيحية ـ إسلامية على مستوى العالم العربي، هدفها تعزيز العيش المشترك الإسلامي ـ المسيحي، واستلهام تعاليم الديانتين وقيمهما، وخبرات التاريخ المشترك". 

    وبعد تناول طعام الغداء على مائدة بكركي، غادر غبطة أبينا البطريرك وسيادة المطران جرجس القس موسى بكركي، فودّعهما غبطة البطريرك الراعي وعدد من الأساقفة الموارنة. 

 

 

إضغط للطباعة